Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 58-67)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فجعلهم جذاذاً } قطعاً من الجذ وهو القطع { إلاَّ كبيراً لهم } وإنما استثنى الكبير لأنه غلب على ظنِّه أنهم لا يرجعون إلا إليه لما تسامعوه من إنكارهم لدينهم وسنَّة لآلهتهم ، ومعنى هذا { لعلّهم إليه يرجعون } إلى إبراهيم فسألوه ليبين لهم بطلانهم ، وقيل : إلى الكبير فيسألونه وهو لا ينطق فيعلمون ضعفها ، فلما رجعوا من عيدهم مروا ببيت آلهتهم فيقولون : ما لهؤلاء مكسرة ؟ وما لك صحيحاً ؟ والفأس على عاتقك ؟ ! قال : هذا بناء على ظنه بهم لما خرب وذاق من مكابرتهم لعقولهم واعتقادهم في آلهتهم وتعظيمهم لها ، وقوله تعالى : علمه أنهم لا يرجعون إليه استهزاء بهم { قالوا من فعل هذا بآلهتنا } يعني خاطب بعضهم بعضاً بذلك { إنه لمن الظالمين } ، قيل : نسبوه إلى الظلم ، وقيل الظالم لنفسه { قالوا } يعني الذين سمعوا إبراهيم وهو يقول لأكيدنّ أصنامكم { قالوا } يعني قوم إبراهيم { فأتوا به على أعين الناس } يعني فأتوا به بإبراهيم حيث يجتمعون { لعلَّهم يشهدون } ما قاله شهادة تكون حجة عليه ، وقيل : لعلهم يشهدون عقابه وما يصنع به { قالوا أأنت فعلت } في الكلام حذف أي أتوا به ثم قالوا أنت فعلت { هذا بآلهتنا يا إبراهيم } ؟ فأجاب : { فقال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون } ، قيل : مفيد بقوله : { إن كانوا ينطقون } يعني إن قدروا على النطق قدروا على الفعل أو على ما قاله جار الله : استهزاء بهم ، ومتى قيل : لم قال فاسألوهم ولم يقل فاسألوه وإنما أراد الكبير ؟ قالوا : لأنه كان مُبْهَم كالأمير عندهم يعظمونه فخاطب بلفظ العظماء استهزاء بهم ، وقيل : أراد فاسألوهم بأجمعهم { فرجعوا إلى أنفسهم } أوموا بينهم رجع بعضهم إلى بعض وقالوا : { إنكم أنتم الظالمون } حيث لم تحفظوا الآلهة ، وقيل : أنتم الظالمون لأنفسكم حيث تعبدون ما لا ينفع نفسه ، وقيل : أنتم الظالمون في سؤالكم إياه لو قدر على الجواب لقدر على الدفع عن نفسه ولما قدر على كسرها ، وقيل : عرفوا صدقه وعاندوا { ثم نكسوا على رؤوسهم } قيل : تحيروا فنكسوا لأجلها رؤوسهم إذ علموا أنها لا تنطق ، وقيل : اتخذوا في المجادلة بالباطل والمكابرة ، ثم اعترفوا بما هو حجة عليهم فقالوا : { لقد علمت ما هؤلاء ينطقون } يعني الأوثان فكيف تسألوهم وهم لا ينطقون { قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئاً ولا يضركم } { أُفٍّ لكم } صوّت إذا صوّت به علم أن صاحبه متضجر { ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون } ان عبادة ما لا ينفع ولا يعقل .