Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 68-73)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قالوا حرّقوه وانصروه آلهتكم إن كنتم فاعلين } قيل : إن كنتم تفعلون الانتصار منه لآلهتكم فليس الإِحراق ، قال جار الله : اجمعوا رأيهم لما غلبوا بإهلاكه ، وهكذا المبطل إذا نزعت شبهته بالحجة وافتضح لم يكن أحداً أبغض إليه من المحق ، ولم يبق له مفزع إلا المناصبة كما فعلت قريش برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حين عجزوا عن المعارضة ، والذي أشار بتحريقه رجلٌ من أكراد فارس فخسف الله به الأرض ، وقيل : الذي أشار بتحريقه نمرود ، وروي أنهم حين همّوا بإحراقه حبسوه ثم بنوا بيتاً كالحصيرة بكوثى ، وجمعوا شهراً أصناف الخشب الصلاب حتى كانت المرأة لتمرض فتقول : لئن عافاني الله لأجمعن حطباً لإِبراهيم ، ثم أشعلوا ناراً عظيمة كانت الطير تحرق في الجوّ من وهجها ، ثم وضعوه في المنجنيق مقيداً مغلولاً فرموا به فيها فنادى جبريل ( عليه السلام ) : { يا نار كوني برداً وسلاماً } وحكي ما احترق منه إلاَّ وثاقه ، وقال له جبريل حين رمي به : هل لك حاجةٌ ؟ قال : أما إليك فلا ، قال : فسل ربك ، قال : حسبه من سؤالي علمه بحالي ، وعن ابن عباس : إنما نجّي بقوله حسبنا الله ونعم الوكيل ، وأطل عليه نمرود من الصرح فإذا هو في روضة ومعه جليس له من الملائكة فقال : إني مقرّب إلى إلهك فذبح أربعة آلاف بقرة وكفّ عن إبراهيم ، وكان إبراهيم ابن ستة عشر سنة ، واختار المعاقبة بالنار لأنها أهول ما يعاقب وأقطع ، ومن ثم قالوا : { إن كنتم فاعلين } أي إن كنتم ناصرين آلهتكم { برداً وسلاماً } والمعنى ذات برد وسلام ، والمراد ابردي فسلم منك إبراهيم ، وعن ابن عباس : لو لم يقل ذلك لأهلكه بردها { وأرادوا به كيداً } أرادوا أن يكيدوه ويمكروا به فما كانوا إلاّ مغلوبين مقهورين { ونجّيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين } ، قيل : أمرهما بالهجرة إلى الشام ليعلم الناس الذي قيل : إلى أرض مكة ، وقيل : أرض بيت المقدس ، وقيل : نجاهما من العراق إلى الشام ، وبركاته لأن أكثر الأنبياء يعثرا فيها نشرت في العالمين شرائعهم ، وقيل : بارك الله فيه بكثرة الماء والشجر والخصب وطيب عيش الغني والفقير ، وعن سفيان أنه خرج إلى الشام فقيل له : إلى أين ؟ فقال : إلى بلد يملأ فيه الجراب بدرهم ، وقيل : ما من ماء عذب إلاَّ وينبع من أصله من تحت الصخرة إلى بيت المقدس ، وروي أنه نزل بفلسطين ولوطا بالمؤتفكات وبينهما مسير يوم وليلة { ووهبنا له اسحاق ويعقوب نافلة } النافلة ولد الولد ، وقيل : سأل إسحاق فأعطيه وأعطي يعقوب ، نافلة أي زيادة وفضلاً من غير سؤال { وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا } يعني أنبياء يقتدى بهم ، يهدون بأمرنا يدعون الناس إلى الدين ويرشدونهم إلى الشرائع { وأوحينا إليهم فعل الخيرات } الطاعات والشرائع وكذلك { إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين } أي مخلصين في العبادة .