Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 72-89)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أم تسألهم خرجاً فخراج ربك خير وهو خير الرازقين } وهو ما تخرجه للإِمام من زكاة أرضك إلى كل عامل ، وقيل : المخرج ما تبرعت به ، والخراج ما لزمك أداؤه ، قال جار الله : والوجه أن الخرج أخص من الخراج ، فخراج ربك رزقه وثوابه خير ، وهو خير الرازقين لأنه يخلق الرزق ويعطي متفضلاً { وإنك } يا محمد { لتدعوهم إلى صراط مستقيم } { وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون } النكب الميل ، وقيل : إن الذين لا يؤمنون بالنشأة الآخرة عن الصراط لناكبون لعادلون { ولو رحمناهم } ورددناهم إلى دار التكليف { للجّوا في طغيانهم يعمهون } نظيره لو ردّوا لعادوا لما نهوا عنه ، وقيل : هو في الدنيا ، والمعنى لو كشف الله عنهم هذا الضر وهو الجوع والقحط الذي أصابهم برحمته عليهم ووجدوا الخصب لارتدّوا إلى ما كانوا عليه من الاستكبار وعداوة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والمؤمنين { يعمهون } يترددون { ولقد أخذناهم بالعذاب } بالحدث وضيق الرزق والقتل بالسيف { فما استكانوا لربهم } أي ما خضعوا { وما يتضرعون } لكشف البلاء ، يعني مصائب الدنيا { حتى إذا فتحنا عليهم باباً ذا عذاب شديد } بسنين كسني يوسف فجاعوا حتى أكلوا العلهن ، وقيل : القتل يوم بدر ، وقيل : باباً من عذاب جهنم في الآخرة ، وقيل : فتح مكة { إذا هم فيه مبلسون } أي متحيرون آيسون من كل خير { وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون } يعني هل شكرتم لها ، وقيل : هو نفي ، قال جار الله : أي تشكرون شكراً قليلاً ، وما مزيدة للتأكيد بمعنى حقاً { وهو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون } تجمعون { وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار } يعني يدبرهما في مجيء أحدهما خلف الآخر { أفلا تعقلون } أفلا تعلمون بأن تفكروا لتعلموا أن لجميع ما تقدم صانعاً ، قوله تعالى : { بل قالوا مثل ما قال الأولون } { قالوا أئذا متنا وكنّا تراباً وعظاماً } بالية { أئنا لمبعوثون } بعد الموت أحياء { لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل } يعني هذا الوعد وهو البعث قد وعدنا أباؤنا قبل مجيئك { إن هذا إلا أساطير الأولين } يعني شيئاً ينتظروه الأولون ، أي كتبوه ولا حقيقة له ، فقال سبحانه : { قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون } { سيقولون لله } يعني خلق الأرض ومن فيها ، فإذا قالوا الله { قل أفلا تذكرون فتعلمون } أن من قدر على خلق الأرض ومن فيها ابتداء قادر على إحيائهم بعد الموت ، ثم زاد في الحجة { قل من رب السماوات } أي خالقهما { ورب العرش العظيم } ومعنى رب السماوات والأرض أي مدبرهما كما يشاء ، فإذا قالوا الله لزمهم الحجة فقال تعالى : { قل لهم } يعني قل يا محمد لهؤلاء المشركين { أفلا تتقون } أفلا تخافونه ، فلا تشركون به وتعصوا رسله ؟ فقال : قل لهم : { من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه } أي لا يمنع من الشر من يشاء ولا يكن لأحد أن يمنعه ، وقيل : يجير من العذاب ولا يجار عليه ، وقد يقال : أجرت فلاناً على فلان إذا أغثته منه ومنعته ، يعني هو يغيث من يشاء ممن يشاء ولا يغيث أحدٌ منه أحداً { سيقولون لله قل فأنّى تسحرون } تخدعون عن توحيده وطاعته .