Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 90-98)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ بل أتيناهم بالحق } أي بالصدق في التوحيد والدين { وإنهم لكاذبون } في قولهم ان الأصنام آلهة وأن لله ولداً وأن الملائكة بنات الله وغير ذلك مما يزعمون { ما اتخذ الله من ولد } لأن اتخاذ الولد هو أن يجعل غيره مقام ولده لو كان له وهذا محال في صفات القديم { وما كان معه من إله إذاً لذهب كل إله بما خلق } قال جار الله : لانفرد كل واحد من الآلهة بخلقه الذي خلقه واستبد به ، ولرأيتم ملك كل واحد منهم متميزاً من ملك الآخر { ولعلا بعضهم على بعض } كما يرون حال ملوك الدنيا ممالكهم متغايرة وهم متغالبون ، وحين لم يروا أثراً لهما من الممالك والتغالب فاعلموا أنه إله واحد بيده ملكوت كل شيء ، ولعلا بعضهم على بعض أي يغلب بعضهم بعضاً وكان الضعيف لا يكون إلهاً { سبحان الله عما يصفون } أي براءة له وتنزيهاً عما يصفه المشركون من الأنداد والأولاد { عالم الغيب والشهادة } يعني يعلم ما غاب وما حضر فلا يخفى عليه شيء { قل } يا محمد { رب اما تريني ما يوعدون } هؤلاء الكفار من العذاب في الدنيا والآخرة { رب فلا تجعلني في القوم الظالمين } يعني لا تجعلني قريباً لهم ولا تعذبني بعذابهم ، وقيل : هو عذاب الدنيا ، وقيل : هو عذاب الآخرة { وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون } من العذاب المعجل ، وقيل : من العذاب المؤجل ، وقيل : عذاب الآخرة { ادفع بالتي هي أحسن السيئة } قيل : اعرض عن أذاهم ولا تعجل عليهم بالسيئة والقتال ولكن بالعظة الحسنة ، ونسختها آية السيف ، قال جار الله : والمعنى الصفح عن إساءتهم ومقابلتها بما أمكن من الإِحسان حتى إذا اجتمع الصفح والإِحسان وبذل الاستطاعة فيه كانت حسنة مضاعفة ، وعن ابن عباس : هو شهادة أن لا إله إلا الله والسيئة الشرك ، وقيل : ادفع بمعاشرتك أذاهم عن نفسك ، وقيل : هي محكمة لأن المداراة محثوث عليها { نحن أعلم بما يصفون } فنجازيهم به { وقل رب أعوذ بك } أي استجيرك { من همزات الشياطين } ، قيل : نزغاتهم ، وقيل : وساوسهم ، قال جار الله : والمعنى أن الشياطين يحثّون الناس على المعاصي ويغرونهم عليها كما تهمز الراضة الدواب حثَّاً لها على المشي { وأعوذ بك رب أن يحضرون } في … الأمور بالتعوذ من أن يحضروه أصلاً ، وعن ابن عباس عند تلاوة القرآن .