Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 12-20)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لولا إذ سمعتموه } أي هلاَّ { ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً } يعني بإخوانهم ، وروي أن أبا أيوب الأنصاري قال لأم أيوب : ألا ترين ما يقال ؟ فقالت : لو كنتَ بدل صفوان : أكنتَ تظن بحرمة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) شراً ؟ فقال : لا ، قالت : ولو كنتُ بدل عائشة ما خنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فعائشة خير مني وصفوان خير منك فنزلت { لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء } أي هلاّ جاؤوا عليه بأربعة شهداء يشهدون بصدقه { فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون } { ولولا فضل الله عليكم ورحمته } يعني لولا فضله عليكم بإمهالكم بعد استحقاق العذاب لسو { في الدنيا } بالعفو عنكم { والآخرة } لمسكم { فيما أفضتم فيه عذاب عظيم } فيما خضتم فيه من الافك { إذ تلقونه } يأخذه بعضكم من بعض ، يقال : تلقى القول وتلقيه من غير دليل ، ولذلك أضيف إلى اللسان أو يرونه بعضكم بعضاً ، وقيل : تشرعون فيه { وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم } يعني تكلمون بما تريدون من غير حقيقة { وتحسبونه هيناً } سهلاً خفيفاً عنكم { وهو عند الله عظيم } أي كبير ، وعن بعضهم أنه جرح عند الموت فقيل له ، فقال : أخاف ذنباً لم يكن مني على بال وهو عند الله عظيم ، وفي كلام بعضهم : لا تقولن لشيء من سيئاتك حقير فلعله عند الله عظيم محله وهو عندك نقير ، وهو عند الله عظيم لأنه قذف محصنة وهي زوجة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ونال المسلمون من ذلك ما نال فعظم عند الله ، ثم بيّن تعالى تمام قصة عائشة فقال سبحانه : { ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون } ما ينبغي { لنا أن نتكلم بهذا } وما يصح لنا { سبحانك هذا بهتان عظيم } لا يأمن كونه كذباً ، وكان ينبغي لكم إذا سمعتم ذلك ألا تكلموا فيه حرمة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { يعظكم الله } أي ينهاكم ويزجركم أن تعودوا ، وقيل : { يعظكم } لكيلا { تعودوا لمثله } أي مثل الافك { أبداً إن كنتم مؤمنين } يعني من شرط الإِيمان ترك هذه النميمة { ويبيّن الله لكم الآيات } الشرائع والأحكام ، وقيل : الأدلة { والله عليم } بمصالح عباده { حكيم } فيما يأمر وينهى { إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة } أي تظهر وتفشو ، الفاحشة الزنا والقبائح { في الذين آمنوا لهم عذاب أليم } موجع { في الدنيا } بالحدّ واللعن { والآخرة } عذاب النار ، { والله يعلم } ما في القلوب من الأسرار والضمائر { وأنتم لا تعلمون } ذلك ، وقيل : يعلم من يستحق العقاب { ولولا فضل الله عليكم ورحمته } لعجل لكم العذاب .