Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 6-11)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء } الآية في قصة عاصم بن عدي وامرأته ، وقيل : نزلت في هلال بن أميَّة فأما قصة عاصم قيل : " لما نزلت الآية قرأها النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على المنبر يوم الجمعة ، فقال عاصم : جعلني الله فداك ان رأى رجلاً منَّا رجلاً مع امرأته ، فأخبر بما رأى جلد ثمانين جلدة ، وسماه المسلمون فاسقاً ، ولا تقبل شهادته أبداً ، فكيف لنا بالشهود ونحن إذا التمسناهم كان الرجل قد فرغ من حاجته ؟ اللهم بيّن ، وكان عويمر بن عاصم وله امرأة تسمى خولة بنت قيس فأتى عويمر عاصماً وقال : رأيت شريك بن سمحاء على بطن امرأتي فأتى عاصم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : إني ابتليت بالسؤال التي سألت في أهل بيتي وقصّ عليه القصّة فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعويمر : " اتق الله في زوجتك وابنة عمك " فقال : يا رسول الله لقد رأيت شريكاً على بطنها وهي حبلى ولم أقربها منذ أربعة وأنكر شريكاً وخولة ذلك فنزلت الآية ، فنودي بالصلاة جامعة ثم أمر عويمر وخولة أن يفعلا ما حكى الله في هذه الآية من اللعان وذلك في قصة هلال مثل ذلك ثم قال لعويمر … { أربع شهادات بالله } أن خولة زانية وإني لصادق ، وقال في { الخامسة لعنة الله } على عويمر ان كان من الكاذبين ، ثم قامت خولة فشهدت { أربع شهادات بالله } أنه كاذب فيما رماها به وقالت في { الخامسة أنّ غضب الله عليها } إن كان صادقاً ، ففرق بينهما ثم قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إن جاءت به كذا فهو لشريك وإن جاءت به كذا فهو لغيره ، قال ابن عباس : فجاءت به بأشبه خلق الله لشريك فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " لولا الايمان لكان لي ولها شأن " وعند الشافعي يقوم الرجل قائماً … يشهد والمرأة قاعدة ، قوله تعالى : { ولولا فضل الله عليكم ورحمته } بقبول التوبة وقيل : بالإِمهال { وأن الله توّاب حكيم } فيما فعل وأمر { إن الذين جاءوا بالإِفك عصبة منكم } والعصبة الجماعة من العشرة إلى الأربعين ، والآية وما بعدها نزلت في شأن عائشة ومن رماها بالإِفك في حديث طويل جملته أنها كانت مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في غزوة بني المصطلق وكانت في هودج تدخل فيه ، ثم يجيء الرجل يحملها ، وضاع لها عقد وكانت تباعدت لقضاء الحاجة فجاءت تطلبه فتوهم أنها في هودجها ، وعادت وقد رحل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأصحابه ، وكان صفوان بن المعطل … وراء الجيش فمرّ بها فعرفها فأناخ بعيره حتى ركبته وساقه حتى أتى الجيش بعدما نزلوا في قائم الظهيرة فتكلم المنافقون ، وقال عبد الله بن أُبي : والله ما نجت منه ولا نجا منها ، والذين خاضوا فيه : عبد الله بن أُبي ، وزيد بن رفاعة ، ومسطح ابن خالة أبي بكر ، وحسان بن ثابت ، وحمنة بنت جحش ، وأخبرت بذلك ، فعادت إلى بيت أبي بكر ومرضت ، فدخل عليها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعدما انقطع عنها أياماً فنزلت هذه الآية عليه براءة لها ، وروي أنه قال : " بشروا عائشة " وأمر بالذين رموها فجلدوا ثمانين ثمانين { لا تحسبوه شراً لكم } يعني غم الإِفك وإذاؤه ليس بشر { بل هو خير } لظهور البراءة ولأنه يستحق عليه العوض لمن إذا غيره وعمّه فبالصبر استحق الثواب ، فذلك خير لكم لمن ساءه ذلك من المؤمنين وخاصة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأبي بكر وعائشة وصفوان ، ومعنى كونه لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وتهويل لمن تكلم في ذلك أو سمع به ، وعدة ألطاف الطاعات السامعين والتاليين إلى يوم القيامة ، وفوائد وأحكام وآداب { والذي تولى كبره منهم } أي معظم الإِفك عبد الله بن أُبي .