Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 51-56)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إنما كان قول المؤمنين } يعني المؤمنين من يسمع ويطيع الله ورسوله { إذا دُعُوا إلى الله } إلى كتابه وحكمه ورسوله { أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون } أي فازوا بالمطلوب إلى الثواب { ومن يطع الله ورسوله ويخش الله } أي يخشى عقابه { ويتقه } أي يتقي معاصيه { فأولئك هم الفائزون } { واقسموا بالله جهد أيمانهم } الآية نزلت في المنافقين كانوا يحلفون لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أينما كنت كنا معك ، وإن أقمت أقمنا ، وإن خرجت خرجنا ، وإن أمرتنا بالجهاد جاهدنا ، وقوله : { جهد أيمانهم } بذلوا الجهد في اليمين ، وقيل : من حلف بالله فقد أجهد في اليمين { لئن أمرتهم ليخرجن } لخرجوا إلى العدوّ والغزو { قل } يا محمد { لا تقسموا } أي لا تحلفوا بأن حدّه { طاعة } بالقول دون الاعتقاد وهي { معروفة } عندكم ، يعني أنكم تكذبون ، أو طاعة معروفة أمثل لكم وأولى لكم من هذه الايمان الكاذبة { إن الله خبير بما تعملون } تحذير لهم ، أي عليم بأعمالكم فيجازيكم بها { قل أطيعوا الله } فيما أمركم به { وأطيعوا الرسول } فيما أتاكم { فإن تولوا } انحرفوا عن طاعة الله وطاعة رسوله { إنما عليه } أي على الرسول { ما حمل } من الطاعة والمتابعة ، فإن لم تطيعوا وتوليتم فقد عرضتم نفوسكم لسخط الله وعذابه { وإن تطيعوه } أي تطيعوا الرسول { تهتدوا } إلى الحق { وما على الرسول إلا البلاغ المُبين } أي ليس عليه إلا آداء الرسالة وبيان الشريعة { وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض } الذين كانوا على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ليورثنهم أرض المشركين من العرب والعجم { كما استخلف الذين من قبلهم } يعني بني إسرائيل بعد هلاك الجبابرة أورثهم أرضهم وأسكنهم فيها وجعلوا ملوكاً فيها { وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم } وهو الإِسلام ، وقيل : الآية نزلت في رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ، والذي ذكره الحاكم أن الآية عامة في الجميع ، وذلك أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأصحابه مكثوا بمكة عشر سنين خائفين ، فلما هاجروا وكانوا بالمدينة يصبحون بالسلاح ويمسون فيه حتى قال رجل : ما يأتي علينا يوم نأمن فيه ونضع السلاح ، فأنجز الله وعده وأظهره على حرائر العرب وافتتحوا بعد بلاد المشرق والمغرب فذلك قوله : { وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون } الكاملون في فسقهم حيث كفروا تلك النعمة العظيمة { وأقيموا الصلاة } أي قوموا بأدائها وإتمامها { وآتوا الزكاة } المفروضة { وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون } يعني افعلوا ذلك برحمته راجيين لها .