Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 57-59)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لا تحسبنّ الذين كفروا } قرأ نافع وابن كثير بالتاء على الخطاب أيها السامع الكافرين { معجزين في الأرض } ، وقرأ ابن عامر وحمزة بالياء على أن الخطاب للذين كفروا تقديره لا يحسبن { الذين كفروا معجزين في الأرض } ، واختلف القراء في فتح السين وكسرها وهما لغتان { معجزين في الأرض } فائتين سابقين ، وقيل : أنهم ظنوا أنهم معجزين أولياء الله من المؤمنين بأن يقاتلونهم ويصيّرونهم إلى العجز { ومأواهم النار } أي مصيرهم { ولبئس المصير } { يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم } الآية قال ابن عباس : وجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) غلاماً من الأنصار إلى عمر وقت الظهيرة ليدعوه ، فدخل داره فرأى عمر بحالة كره رؤيته ، فقال له : يا رسول الله لو أن الله أمرنا ونهى في حال الاستئذان فنزلت : { يأيها الذين آمنوا ليستأذنكم } أي ليطلبوا الإذن { الذين ملكت أيمانكم } قيل : هم أطفال المماليك والعبيد ، قال في الحاكم : وهو الوجه ، وقيل : أمر بأن يستأذن العبيد والإِماء { والذين لم يبلغوا الحلم منكم } الأطفال الذين لم يحتلموا من الأحرار { ثلاث مرات } في اليوم والليلة { من قبل صلاة الفجر } لأنه وقت القيام من المضاجع ، وطرح ما ينام فيه من الثياب ولبس ثياب اليقظة وبالظهيرة لأنه وقت وضع الثياب للقيلة { ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم } لأنه وقت التجرد من ثياب اليقظة والالتحاف بثياب النوم ، فأباح للمملوك والأطفال في الأوقات إلا في الثلاثة الأوقات لكشف العورات ، وقوله : { ثلاث عورات } يعني هذه الأوقات الثلاثة ثلاث مرات في ثلاثة أوقات { ليس عليكم ولا عليهم جناح } ضيق وحرج { بعدهنّ } بعد هذه الثلاثة { طوافون عليكم } يدخلون للخدمة ويطوفون عليكم للاستخدام { بعضكم على بعض كذلك يبيّن الله لكم الآيات والله عليم حكيم } { وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم } وهو وقت البلوغ مبلغ الرجال { فليستأذنوا } في جميع الأوقات { كما استأذن الذين من قبلهم } يعني الأحرار الكبار الذين لم يعتادوا الدخول عليكم إلا بإذن ، وهذا مما الناس عنه في غفلة ، وعن ابن عباس : لا يؤمن بها أكثر الناس آية الإذن ، وعنه : ثلاث آيات جحدها للناس الاذن كله ، وقوله : { إن أكرمكم عند الله أتقاكم } [ الحجرات : 13 ] ، وقوله : { وإذا حضر القسمة } [ النساء : 8 ] ، وعن ابن مسعود : عليكم أن تستأذنوا على آبائكم وأمهاتكم وأخوانكم ، وعن الشعبي : أنه ليس بمنسوخة ، قيل له : أن الناس لا يعلمون بها ، فقال : الله المستعان ، وعن سعيد بن جبير : يقولون هي منسوخة ، ولا والله ما هي منسوخة ولكن الناس يتهاونون بها { وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم } وهو وقت البلوغ مبلغ الرجال فليستأذنوا في جميع الأوقات { كما استأذن الذين من قبلهم } يعني الأحرار الكبار { كذلك يبين الله لكم آياته والله عليم حكيم } ، قال جار الله : فإن قلتَ : ما السنين الذي يحكم فيها بالبلوغ ؟ قلت : قال أبو حنيفة : ثماني عشرة سنة في الغلام ، وسبع عشرة في الجارية ، وعامة العلماء على خمس عشرة فيهما ، ومنهم من اعتبر الانبات .