Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 119-145)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون } ، والمشحون : المملوء يقال : شحنها عليهم خيلاً ورجلاً { ثم أغرقنا بعد الباقين } الذين كانوا خارج السفينة ، ثم بيَّن تعالى قصة هود بعد أولئك المتقدمين فقال سبحانه : { كذبت عاد المرسلين } { إذ قال لهم أخوهم } في النسب لا في الدين { هود ألا تتقون } الله فلا تعصونه { إني لكم رسول أمين } على الرسالة ، فكيف تتهموني وقد بلغت ما حُملتُ إليكم { فاتقوا الله وأطيعون } { وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين } { أتبنون بكل ريع آية } مكان مرتفع وبكل طريق ، والآية : العلم { تعبثون } وكانوا ممن يهتدون في النجوم في أسفارهم فاتخذوا في طرقهم أعلاماً فيعبثوا بذلك لأنهم كانوا يستغنون عنها بالنجوم ، وعن مجاهد : بنوا بكل ريع بروج الحمام والمصانع ، القصور المشيدة والحصون { لعلكم تخلدون } أي كأنكم تبنون أبداً تخلدون ، قوله تعالى : { وإذا بطشتم بطشتم جبارين } أي أخذتم فصيرتم بغير حق ، وقيل : قتلاً بالسيف ظلماً وعلواً { فاتقوا الله وأطيعون } فيما أمرتكم به { واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون } { أمدكم بأنعام وبنين } ومنّ عليكم نعمة بعد نعمة { وجنات } بساتين فيها أشجار { وعيون } تتابع أي وهو الذي يجري على الأرض تراه العيون { إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم } { قالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين } وهذا كلام جاهل جواب لكل ناصح مشفق { إن هذا إلا خلق الأولين } قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي بفتح الخاء وإسكان اللام ، يعني كذب الأولين ، أي ما يقوله كذب من كذب الأولين ، وإذا قرئ بالضم وهي قراءة نافع فمعناه عادة الأولين { وما نحن بمعذبين } بعد الموت ، وقيل : في الدنيا ، وقيل : في الدنيا والآخرة { فكذبوه فأهلكناهم } بالرياح الذي أرسلناه عليهم { إن في ذلك } في شأن هود وقومه { لآية } لعبرة وعظة لمن يتدبر فيه { وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم } ، ثم ذكر قصة ثمود ورسولها صالح ( عليه السلام ) فقال سبحانه : { كذبت ثمود المرسلين إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون } عذاب الله { إني لكم رسول أمين } على الرسالة ، قوله تعالى : { فاتقوا الله وأطيعون } ولا تعصوه وأطيعون فيما أؤدي إليكم { وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين } .