Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 94-118)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فكبكبوا فيها هم والغاوون } أي كبوا على وجوههم في النار هم والغاوون هم { وجنود ابليس أجمعون } شياطينه ، ومتبعوه من عصاة الجن والإِنس { قالوا وهم فيها يختصمون } يجوز أن ينطق الله الأصنام حتى يصح التقاول والتخاصم ، ويجوز أن يجري ذلك بين العصاة والشياطين { تالله إن كنا لفي ضلال } عن الحق { إذ نسويكم برب العالمين } والتسوية إعطاء أحد الشيئين مثل ما يعطي الآخر أي نشرككم وإياه في العبادة والطاعة ، فقبلنا منكم ورددنا على الأنبياء { وما أضلنا } يعني أغوانا { إلا المجرمون } وهم الشياطين ، وقيل : رؤساؤهم وكبراؤهم كقوله : { إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا } [ الأحزاب : 67 ] ، عن السدي : الأولون الذين اقتدوا بآبائهم { فما لنا من شافعين } كما نرى المؤمنين لهم شفعاء من الملائكة والنبيين { ولا صديق حميم } من الذين كنا نعدهم شفعاء وأصدقاء لأنهم كانوا يعتقدون في أصنامهم أنهم شفعاؤهم عند الله وكان لهم الأصدقاء من شياطين الانس ، وقيل : قريب يحفظ حق القرابة ، وقيل : الحميم الذي يحمي عليه وهو الذي يهمُّه ما يَهُمك { فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين } أي عودة إلى الدنيا { إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم } { كذبت قوم نوح المرسلين } يعني كذبوا إلى توحيد الله { إذ قال لهم أخوهم نوح } يعني أخاهم في النسب لا في الدين { ألا تتقون } عذاب الله ، قوله تعالى : { فاتقوا الله وأطيعون } { وما أسألكم عليه من أجر } من أموالكم { إن أجري إلا على رب العالمين } { قالوا أنؤمن لك } استفهام ، والمراد إنكار ، أي لا نؤمن لك { واتبعك الأرذلون } ، قيل : كانوا أصحاب الخرق كالحاكة ونحوها من الحجامة والصناعة وهكذا كانت يقولون في أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقيل : نسبوهم إلى النفاق والمعاصي وبما لا يجوز في الدين ، وقيل : السفلة ، قال أبو مسلم : جواب نوح ( عليه السلام ) دل على أنهم نسبوا من يتبعه إلى ما لا يجوز { قال وما علمي بما كانوا يعملون } وأي شيء علمي ، والمراد انتفاء علمه بإخلاص أعمالهم ، وقيل : ليس على حسابهم وإنما حسابهم على الله { لو تشعرون } تعلمون { وما أنا بطارد المؤمنين } أي لا أبعدهم من مجلسي { إن أنا إلا نذيرٌ مبين } مخوف مبين للحق والأحكام { قالوا لئن لم تنته يا نوح } من دعائك { لتكونن من المرجومين } بالحجارة ، وقيل : بالشتم ، وقيل : من المقتولين عن ابن عباس { قال رب إن قومي كذّبون } { فافتح بيني وبينهم فتحاً } أي احكم بيني وبينهم حكماً ، فأنزل الله العذاب عليهم في الدنيا { ونجني ومن معي من المؤمنين } .