Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 146-167)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أتتركون في ما ها هنا آمنين } يعني أتظنون أنكم تتركون في أمنة من الموت والعذاب وزوال النعمة { في جنات وعيون } { وزروع ونخلٍ طلعها هضيم } ، والهضم : اللطيف الظاهر ، وقيل : رطب لين ، وقيل : ترى كم يركب بعضه بعضاً حتى هضم بعضه بعضاً أي كسره { وتنحتون من الجبال بيوتاً } ، قيل : نحتوا من الجبال صخراً وبيوتاً بنوا بها قريباً ، وقيل : نحتوا من الجبال الدور والبيوت { فارهين } قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو بغير ألف ومعناه اشرين بطرين ، وقيل : معجبين ، وقرأ حمزة وعاصم فارهين بالألف ، والفاره : الحاذق ، وقيل : هما بمعنى يقال فاره وفره { فاتقوا الله } ولا تعصوه { وأطيعون } فيما أبلغكم من ربكم { ولا تطيعوا أمر المسرفين } { الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون } { قالوا إنما أنت من المسحّرين } المسحورين المخدوعين { ما أنت إلا بشر مثلنا فأت بآية } بحجة { إن كنت من الصادقين } فيما تدعي { قال } صالح { هذه } وقد كانوا سألوه أن يخرج لهم من الجبل ناقة عشراء ، فأخرجها الله تعالى حامل كما سألوا ، ووضعت فصيلاً في الحال ، وكان عظيم الخلق { لها شرب ولكم شرب يوم معلوم } لها نصيبٌ ولكم نصيبٌ ، قيل : قسَّم الماء كان لها يوماً ولهم يومٌ وكانت لا تقرب الماء يومهم { ولا تمسوها بسوء } ، قيل : لا تعقر ولا تمنع من الماء والمرعى { فيأخذكم عذاب يوم عظيم } { فعقروها فأصبحوا نادمين } { فأخذهم العذاب } على عقرها ، لما رأوا العذاب ندموا ولم يتوبوا ، وطلبوا صالحاً ليقتلوه ، فنجاه الله ومن معه من المؤمنين ، ثم أخذتهم صيحة فأهلكتهم ، وقيل : تابوا حين رأوا العذاب فلم ينفعهم { إن في ذلك لآية } في التوحيد ومعجزة لذلك النبي ، وعبرة لمن تفكر { وما كان أكثرهم مؤمنين } { وإن ربك لهو العزيز } القادر { الرحيم } وروي أن العاقر ألجأها إلى مضيق في شعب فرماها بسهم فأصاب رجلها فسقطت ثم ضربها قذاراً ، وروي أيضاً أن عاقرها قال : لا أعقرها حتى ترضوا أجمعين ، فكانوا يدخلون على المرأة في خدرها فيقولون أترضي ؟ فتقول : نعم ، وقد تقدم الكلام ، ثم بيَّن تعالى قصة لوط فقال سبحانه : { كذبت قوم لوط المرسلين } بتكذيب لوط ، وقيل : كذبوا جميع من مضى من الرسل { إذ قال لهم أخوهم لوط } في النسب لا في الدين لأن الناس كلهم بنو آدم { ألا تتقون } الله { إني لكم رسول أمين } على الرسالة { فاتقوا الله } على معاصيه { وأطيعون } فيما أدعوكم إليه { وما أسألكم عليه من أجرٍ } على أداء الرسالة من أجر { إن أجري إلا على رب العالمين } وهو الثواب في الجنة { أتأتون الذكران من العالمين } هو كناية عن الفاحشة وهو إتيان الرجال في دبرهم ، وروي أنهم كانوا يأتون النساء في أدبارهن ، وروي أنهم كانوا يأتون الغرباء لا بعضهم { وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم } يعني الفروج { بل أنتم قوم عادون } ظالمون { قالوا لئن لم تنته يا لوط } عما تقول { لتكونن من المخرجين } من الدنيا ، وقيل : نخرجكم قتلاً .