Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 11-31)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قوم فرعون ألا يتقون } ، قيل : معناه هل اتقوا الكفر والمعاصي { قال } موسى { رب إني أخاف أن يكذبون } { ويضيق صدري } بتكذيبهم { ولا ينطلق لساني } للعقدة التي فيه { فأرسل إلى هارون } أرسل إليه جبريل واجعله نبيَّاً وازرني به واشدد به عضدي { ولهم علي ذنب } أراد بالذنب قتله القبطي { فأخاف أن يقتلون } { قال } ، الله تعالى : لا يكون كما ظننت { فاذهبا } يعني موسى وهارون { بآياتنا إنا معكم مستمعون } سماع من يعينك ويحفظ { فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين } { أن أرسل معنا بني إسرائيل } ولا تعذبهم ولا تستعبدهم ، وروي أنه استعبدهم أربعمائة سنة ، وروي أنهما انطلقا إلى باب فرعون وكان بفلسطين فلم يؤذن لهما سنة حتى قال البواب : أن ها هنا إنساناً يزعم أنه رسول الله ، فقال : ائذن لهما لعلنا نضحك منه { قال ألم نربك فينا وليداً } يعني قال ذلك على وجه الاستفهام { ألم نربك فينا وليداً } { ولبثت فينا من عمرك سنين } قال ذلك إظهاراً لنعمته عليه ، وقيل : قالوا إنكاراً لرسالته ، وروي أنه لبث فيهم ثلاثون سنة { وفعلت فعلتك التي فعلت } يعني قتل القبطي { وأنت من الكافرين } بالدين ، وقيل : من الكافرين لنعمتي { قال فعلتها إذاً وأنا من الضالّين } من الوحي والشرع ، وروي أنه قتل القبطي وهو ابن اثني عشر سنة ، وقرأ ابن مسعود ( رضي الله عنه ) من الجاهلين { ففرت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكماً وجعلني من المرسلين } أي من جملة الأنبياء { وتلك نعمة تمنها عليّ أن عبّدت بني إسرائيل } والمعنى تعبيدك بني إسرائيل نعمة تمنها عليّ { قال فرعون وما رب العالمين } ، قيل : كان عارفاً بالله أنه الخالق وإنما أراد تلبيساً على العوام ، وقيل : كان منكراً لذلك { قال } موسى ( عليه السلام ) : { رب السماوات والأرض } أي خالقهما { وما بينهما } من الخلق { إن كنتم موقنين } ، قيل : كانوا عارفين معاندين ، وقيل : إن كنتم مؤمنين أنه لا بدّ لهما من محدث وعلمتم أنكم لم تحدثوها { قال } فرعون { لمن حوله } من أشراف قومه ، قيل : كانوا خمسمائة رجل { ألا تستمعون } لما يقول تعجيباً لهم من قول موسى { قال } موسى ( عليه السلام ) { ربكم ورب آبائكم الأولين } يعني خالق الجميع ، { قال } فرعون { إن رسولكم الذي أُرسل إليكم لمجنون } ، سماه رسولاً استهزاء ووصفوه بالجنون ، فزاد موسى بالبينات { قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون } يعني إن كنتم عقلا فتدبروا لتعرفوا ، وقيل : إن كنتم تعقلون كلامي { قال } فرعون { لئن اتخذت إلهاً غيري لأجعلنك من المسجونين } فأجاب موسى { أولو جئتك بشيء مبين } بمعجزة تبيّن صدق قولي { قال فأت به إن كنت من الصادقين } يعني صادقاً في قولك ، قيل : قاله سخرية ، وقيل : قاله استهزاء .