Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 32-51)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين } حيَّة عظيمة ، قاله جار الله : والذي قاله الحاكم : أنها انقلبت حيَّة ارتفعت في السماء قدر ميل ثم انحطت مقبلة لفرعون وجعلت تقول : يا موسى مرني بما شئت ، ويقول فرعون : أسألك بالذي أرسلك إلا أخذتها ، فأخذها فعادت عصا كما كانت ، فقال فرعون : هل غيرها ، فنزع يده قيل : أخرجها من جيبه ، وقيل : من اللباس الذي عليه { فإذا هي بيضاء للناظرين } ، قيل : كانت بيضاء نورها كالشمس في إشراقها ، فلما رأى مرة على أشراف الناس الذي في المجلس { قال للملأ حوله إن هذا } يعني موسى { لساحرٌ عليم } بالسحر { يريد أن يخرجكم من أرضكم } ويأخذ ملككم ، وقيل : يخرج بني إسرائيل قهراً وهم عبيدكم بسحره ، قيل : يوقع العداوة بينكم فيحارب بعضكم بعضاً ، وقيل : بحيلته { فماذا تأمرون } من المؤامرة وهي المشاورة { قالوا أرجه وأخاه } أرجه بالهمز والتخفيف وهما لغتان والمعنى إرجه ومناظرته لوقت اجتماع السحرة ، وقيل : احبسه وأخاه { وابعث في المدائن حاشرين } خائفين { يأتوك بكل ساحر عليم } ، قيل : اجتمع ثمانون ألفاً ، وقيل : اثني عشر ألفاً ، قوله تعالى : { فجمع السحرة لميقات } أي لوقت { معلوم } وهو يوم الزينة ، وقيل : كان اجتماعهم بالاسكندرية { وقيل للناس هل أنتم مجتمعون } لننظر ما يفعله الفريقان ولمن تكون الغلبة { لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين } لموسى ، قيل : أرادوا نتبع السحرة الذي جاء به فرعون ، وقيل : أرادوا بالسحرة موسى وهارون ومن معهما ، وإنما قالوه استهزاء { فلما جاء السحرة } ، قالوا لفرعون : { أئن لنا لأجراً إن كنا نحن الغالبين } فأجابهم فرعون { قال نعم وإنكم إذاً لمن المقربين } يعني زيادة تقريب ، ثم بيّن تعالى ما جرى بينهم عند الوعيد فقال سبحانه : { قال لهم موسى } وفي الكلام حذف كأنه قال : فلما اجتمعوا قال لهم موسى : { ألقوا ما أنتم ملقون } { فألقوا حبالهم وعصيهم } ، وقيل : صيروها بألوان والزئبق في وسطها يوهمون أنها حيّات وقد وكنوا على سحرهم الذي قدروا أنهم يغلبون به موسى { وقالوا بعزّة فرعون إنا لنحن الغالبون } فلما رأى موسى ذلك ألقى عصاه فصارت ثعبان وفتح فاه { فإذا هي تلقف ما يأفكون } { فألقي السحرة ساجدين } سجدوا خاضعين ، ومتى قيل : ما الذي ألقاهم ساجدين ؟ قيل : الحق الذي عرفوا فرأوا الحجة الذي بهرتهم { قالوا آمنا برب العالمين } { رب موسى وهارون } وأضافوا اليهما لأنهما دعوا إليه وأخلصا له العبادة والناس يعتقدون ربوبيّته ، فعند ذلك قال فرعون : { آمنتم } له يعني لموسى ، ويحتمل الله تعالى { قبل أن آذن لكم إنه } يعني موسى { لكبيركم الذي علَّمكم السحر فلسوف تعلمون } تهديداً لهم { لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف } يعني اليد اليمنى والرجل اليسرى { ولأصلبنكم أجمعين } { قالوا لا ضير إنّا إلى ربنا منقلبون } { إنّا نطمع } نرجو { أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين } بآيات موسى .