Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 168-189)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قال } لوط لقومه : { إني لعملكم من القالين } يعني اللواط ، والقالي : المبغض ، ثم دعا الله تعالى فقال : { رب نجّني } أي خلّصني من عاقبة ما يقولون وهو العذاب الذي نزل بهم { وأهلي } ، قيل : أمتي المؤمنون ، وقيل : بناته { مما يعملون } من التكذيب والعصيان ، وقيل : من آذاهم { فنجيناه وأهله أجمعين } أي خلصنا لوطاً ، وأهله من آمن به { إلا عجوزاً } وهي امرأته كانت كافرة تدل الكفار والفساق على أضيافه { في الغابرين } الباقين فيمن هلك ، وقيل : بل هلكت فيما بعد مع من خرج من القرية { ثم دمّرنا الآخرين } أي أهلكناهم { وأمطرنا عليهم مطراً } وهو الحجارة { فساء مطر المنذرين } أي الكافرين ، وذلك أنهم أهلكوا بالانقلاب والخسف ، ثم أمطرنا على من كان غائباً منهم ، وقيل : أمطرت عليهم الحجارة والهلاك { إن في ذلك لآية } حجة في التوحيد { وما كان أكثرهم مؤمنين } { وإن ربك لهو العزيز } القادر على هلاكهم { الرحيم } بالمؤمنين منهم ، ثم بيّن تعالى قصة شعيب فقال سبحانه : { كذّب أصحاب الأيكة المرسلين } ، قيل : أصحاب أيكة أهل مدين ، وقيل : هم غيرهم ، وعن قتادة : إن الله تعالى أرسل شعيباً إلى أهل مدين وإلى أهل البادية وهم أصحاب الأيكة ، وروي أن أصحاب الأيكة كانوا أصحاب شجر ملتف وفي شجرهم الدوم ، قال جار الله : فإن قلتَ : هلاّ قيل أخاهم شعيب كما في سائر المواضع ؟ قلتُ : قالوا أن شعيباً لم يكن منهم ، وفي الحديث : " إن شعيباً أخا مدين أرسل إليهم وإلى أصحاب الأيكة " وهي قراءة أبي عمرو وعاصم { إذ قال لهم شعيب ألا تتقون } الله { إني لكم رسول أمين } { فاتقوا الله وأطيعون } ، قوله تعالى : { أوفوا الكيل } إذا كلتم ، تاماً غير ناقص ، وكانوا يطففون فنهاهم عن ذلك { ولا تكونوا من المخسرين } من الناقصين الكيل { وزنوا بالقسطاس المستقيم } ، قيل : هو العدل ، وقيل : الميزان { ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين } أي لا تفسدوا في الأرض { واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين } الذين كانوا من قبلكم { قالوا إنما أنت من المسحرين } يعني المسحورين المخدوعين ، أي سحروك ، أي خدعوك ، وقيل : من المخلوقين { وما أنت إلا بشر مثلنا وإن نظنك لمن الكاذبين } فيما تقول وتدعو { ولا تعثوا في الأرض مفسدين } { فأسقط علينا كسفاً من السماء } أي قطعة { إن كنت من الصادقين } { قال } شعيب { ربي أعلم بما تعملون } فيجازيكم بعملكم ، فهو وعيدٌ لهم { فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلَّة } وروي أنه حبس عنهم سبعاً وسلط عليهم الحر فأخذ بأنفاسهم لا ينفعهم ظل ولا شراب ، فاضطروا إلى أن خرجوا إلى البرية فأضلّتهم سحابة وجدوا لها برداً وسيماً واختفوا تحتها فأمطرت عليهم ناراً فاحترقوا ، وروي أن شعيبا بعث إلى أمير مدين وأصحاب الأيكة فأهلكت مدين بصيحة جبريل وأصحاب الأيكة بعذاب يوم الظلة { إنه كان عذاب يوم عظيم } .