Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 190-209)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم } ثم بيّن تعالى حديث القرآن فقال سبحانه : { وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح } يعني جبريل سمي روحاً لأنه روحاني ، وقيل : سمي روحاً لأن الأرواح تحيى به لما ينزل من البركات { الأمين } لأنه أمين الله على وحيه { على قلبك } يا محمد ، وهو توسيعٌ لأنه تعالى سمعه جبريل فحفظه ، وينزل على الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ويقرأ عليه فيحفظه ويعيه بقلبه كأنه نزله على قلبك ، وقيل : معناه أن الحفظ فعل الله تعالى في قلبه وهو المعلم بكيفية القراءة { لتكون من المنذرين } من المخوفين عباد الله { بلسان عربي مبين } يعني القرآن بلغة العرب لأنه لو نزله باللسان الأعجمي لقالوا : ما نصنع بما لا نفهم ، فيتعذر الانذار به ، وإنما أنزله بالعربية التي هي لسانك ولسان قومك { وإنَّه } يعني القرآن { لفي زبر الأولين } ذكره مثبت في سائر الكتب السماوية ، وقيل : الدعاء إلى التوحيد والعدل والاعتراف وأخبار الأمم الذي نزل به القرآن ، وقيل : ذكر القرآن والبشارة به وبمحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مذكور في الكتب ، وهذا القول عن أكثر المفسرين ، قال جار الله : { وعلماء بني إسرائيل } عبد الله بن سلام وغيره ، قال تعالى : { وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين } { ولو نزّلناه على بعض الأعجمين } أي لو نزّلنا القرآن على أعجم لا يفصح ولا يحسن العربية وإن كان منسوباً إلى العرب ، وقيل : لو نزلناه على رجل ليس بعربي { فقرأه عليهم } أي على العرب { ما كانوا به مؤمنين } يعني لما آمنوا به أنفة من أتباع غير العرب { كذلك سلكناه في قلوب المجرمين } أدخلناه ومكناه ، والمعنى أنا أنزلنا هذا القرآن على رجل عربي بلسان عربي مبين ، فسمعوا به وفهموه وعرفوا فصاحته وأنه معجزة لا يعارض بكلام مثله { لا يؤمنون به } يعني أنهم لا يزالون على التكذيب به وجحوده حتى يعاينوا الوعيد ، ويجوز أن يكون حالاً ، أي سلكناه فيها غير مؤمنين به { حتى يروا العذاب الأليم } الوجيع ، فيأتيهم بغتة يعني العذاب { وهم لا يشعرون } أي لا يعلمون { فيقولوا هل نحن منظرون } أي مؤخرون { أفبعذابنا يستعجلون } نزلت الآية في المشركين قالوا للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى متى تعدنا العذاب ؟ فنزلت : { أفبعذابنا يستعجلون } نزلت الآية في المشركين قالوا للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى متى تعدنا العذاب ؟ فنزلت : { أفبعذابنا يستعجلون } وهذا تهديدٌ لهم { أفرأيت إن متعناهم سنين } هذا جواب لقولهم هل نحن منظرون ؟ يعني لو متعناهم بطول المهلة وكثرة النعمة سنين كثيرة { ثم جاءهم } ما وعدوا به من العذاب { ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون } من العذاب أي ما كفى عنهم شيئاً من العذاب { وما أهلكنا من قرية إلاَّ لها منذرون } يعني نسبق الإِنذار بالرسل وإقامة الحجة { ذكرى } أي تذكرة لهم وموعظة { وما كنا ظالمين } لأنهم استحقوا ذلك .