Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 52-68)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وأوحينا إلى موسى } ، قيل : أمرنا { أن أسر بعبادي إنكم متبعون } يتبعكم فرعون وجنوده { فأرسل فرعون في المدائن حاشرين } ، قيل : أرسل فرعون في أثره ألف ألف وخمس مائة ملك مع كل ملك ألف ، وخرج فرعون في جمع عظيم وكان مقدمته سبعمائة ألف كل رجل على حصان وعلى رأسه بيضة ، وعن ابن عباس : خرج فرعون في ألف ألف حصان سوى الإِناث ، فلذلك استقل قوم موسى وكانوا ستمائة الف وسبعين ألفاً وسماهم شرذمة ، والشرذمة الطائفة القليلة { وإنهم لنا لغائظون } يعني يقولون ما يغيظنا ، وهو قولهم أن لفرعون يجب عليه أن نعبده { وإنا لجميع حاذرون } أي حذرنا بالاستعداد بالسلاح والتحرز { فأخرجناهم } يعني فرعون وجنوده { من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم } مجلس كريم حسن ، وقيل : هو مجالس الملوك والرؤساء من قومه ، وقيل : المنابر { كذلك وأورثناها بني اسرائيل } لأنهم ورثوا مصراً بعد إهلاك فرعون { فاتبعوهم مشرقين } يعني لحقوهم مصبحين ، وقيل : في وقت شروق الشمس أو ظهورها { فلما تراءا الجمعان } الفئتان ، تقابلا فرأى بعضهم بعضاً { قال أصحاب موسى إنا لمدركون } أي لحقنا فرعون وجنوده فأجابهم موسى بما قوى به قلوبهم { قال كلا } أي لا يكون ذلك { إن معي ربي سيهدين } يعني الله تعالى سيهدين سيدلني على طريق النجاة { فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كلُّ فرق } قطعة من الماء { كالطود العظيم } أي الجبل العظيم { وأزلفنا ثمّ } أي قرّبنا إلى البحر فرعون وقومه ، وقرئ فأزلقنا بالقاف شاذ ، وقيل : صار فيه اثني عشر طريقاً لكل سبط طريق ، فرطت بنو إسرائيل وبقيت الطريق كذلك ، فلما قرب فرعون وقومه قحموه ، ومتى قيل : كيف قحموا البحر مع عظيم الخطر ؟ قيل : كان فرعون على حصان وجبريل على رمكه تقدمه واقتحم به البحر ، وقيل : طردتهم الملائكة { وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ثم أغرقنا الآخرين } يعني قوم فرعون { إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين } قوله تعالى : { وإن ربك لهو العزيز الرحيم } يعني القادر على ما يشاء .