Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 69-93)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ واتل عليهم نبأ ابراهيم } عطف قصة إبراهيم على موسى تسلية لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ووعداً له بالنصر ورجوا لقومه ، يعني اقرأ عليهم خبر إبراهيم { إذ قال لأبيه } آزر { وقومه ما تعبدون } { قالوا نعبد أصناماً فنظل لها عاكفين } أي لا نزال مقيمين على عبادتها ملازمين لها { قال هل يسمعونكم إذ تدعون } { أو ينفعونكم أو يضرون } فأجابوه وسلكوه طريقة التقليد { قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون } كما نفعله في عبادة الأصنام { قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون } { فإنهم عدوّ لي } يوم القيامة إن عبدتهم في الدنيا ، وقيل : أراد بالعداوة البراءة ، وقيل : لم يرد العداوة ولكن أخبر أنهم لا يصلحون للعبادة { إلاّ رب العالمين } استثناء كأنه قال : إلا رب العالمين فإنه معبودي الذي أحب عبادته ، ثم وصفه بما يدل على كمال قدرته وأنه سبحانه مستحق للعبادة فقال : { الذي خلقني فهو يهدين } لأن جميع النعم تتم بالهداية ، وقيل : الذي يدلني على سبل الخير { والذي هو يطعمني ويسقين } { وإذا مرضت فهو يشفين } فأضاف المرض إلى نفسه لأن أهل اللغة يقولون : مرض فلان فيضاف إليه ، وقيل : إذا مرضت بالذنوب شفاني بالتوبة عن الصادق { والذي يميتني ثم يحيين } للجزاء { والذي أطمع } أرجو ، وهذا طمع يقين { أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين } يوم القيامة والجزاء قيل : أراد الصغائر ، وقيل : فيه فوائد أولها الاعتراف بالخطأ ، والثاني الانقطاع إلى الله ، وقيل : هو قوله : { إني سقيم } [ الصافات : 89 ] ، وقوله : { بل فعله كبيرهم } [ الأنبياء : 63 ] وقوله لسارة : هي أختي ، وما هي إلا معارض كلام للكفرة { رب هب لي حكماً } ، قيل : فهماً وعلماً ، والمراد زيادة العلم { وألحقني بالصالحين } أي بلطفك الذي يؤدي إلى الاجتماع بالنبيين والمؤمنين { واجعل لي لسان صدق في الآخرين } ، قيل : ثناءً حسناً { واجعلني من ورثة جنة النعيم } ، قيل : ممن يكون له في الجنة حظ { واغفر لأبي } ، قيل : دعا له بموعدة وعدها إياه ، وقيل : آمن به في السر { ولا تخزني يوم يبعثون } ولقد أجابه حيث قال : { وإنه في الآخرة لمن الصالحين } [ البقرة : 130 ] { يوم لا ينفع مال ولا بنون } { إلا من أتى الله بقلب سليم } خالص من الذنب والشك والبدع ، وإذا سلم القلب سلمت باقي الجوارح { وأزلفت الجنة للمتقين } ، قيل : قربت له حولها ، وقيل : هذا من كلام إبراهيم ، وقيل : بل هو ابتداء كلام الله تعالى { وبرزت الجحيم للغاوين } أي أظهرت حتى يرونها أهل الجمع { وقيل } لهم أي للغاوين { أين ما كنتم تعبدون } { من دون الله } يعني الأوثان التي عبدتموها { هل ينصرونكم أو ينتصرون } لأنفسهم ، هذا توبيخ .