Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 59-68)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قل الحمد لله } على هلاك الأمم ، وقيل : على ما علمك من هذه الأمور ، وقيل : على نعمته دنيا وديناً { وسلام على عباده الذين اصطفى } أي اختار وهم الأنبياء اصطفاهم للرسالة ، وقيل : الأنبياء والمؤمنين { آلله خير أمَّا يشركون } يعني هو خير في أن يعبد أم الأصنام وهو الإِله الذي ينفع ويضر خير من عبادة حجر لا ينفع ولا يضر ، وروي أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يقول عند قراءتها : " بل الله خير وأبقى وأجلّ وأكرم " { أمّن خلق السماوات والأرض } خير تقديراً لهم بأن من قدر على خلق العالم خير من جماد لا يقدر على شيء { وأنزل لكم من السماء ماءا فأنبتنا به حدائق ذات بهجة } أي أنبتنا بالمطر الأشجار ذات بهجة ، أي ذات حسن { ما كان لكم أن تنبتوا شجرها } ما ها هنا للنفي ، أي لا تقدرون على إنبات الأشجار { أإله مع الله } أي معبود معه يخلق مثل خلقه ويعينه ، هذا استفهام والمراد الانكار ، أي ليس معه إله يفعل هذا { بل هم قوم يعدلون } من الحق إلى الشرك ، وقيل : يعدلون بالله غيره لجهلهم ، يعني يثبتون من قولهم عدل يعدل عدلاً إذا ساوى بين الشيئين { أمن جعل الأرض قراراً } أي مكاناً تستوون { وجعل خلالها } أي وسطها { أنهاراً } تجري من تحتها المياه { وجعل لها رواسي } أي جبالاً ثوابت أي تميد بكم { وجعل بين البحرين حاجزاً } أي بين العذب والمالح مانعاً كيلا يختلط { أإله مع الله } أي معبود سواه يقدر على ذلك { بل أكثرهم لا يعلمون } الحق ، لأنهم لم يتفكروا أمن يجيب المضطر إلى كذا والمضطر الذي أحوجه مرض أو فقر أو نازلة من نوازل الدهر إلى اللجوء والتضرع إلى الله ، وعن ابن عباس : هو المجهود ، وعن السدي : هو الذي لا حول له ولا قوة ، وقيل : المذنب الذي يستغفره ، قال جار الله : فإن قلت : قد جمع المضطرين بقوله : { أمّن يجيب المضطر إذا دعاه } لكم من مضطر يدعو فلا يجاب ؟ قلتُ : الإِجابة موقوفة على أن يكون المدعو به مصلحة { ويكشف السوء } أي المغر والضيق { ويجعلكم خلفاء الأرض } خلفاء وذلك يورثهم سكناها والتصرف فيها قرن بعد قرن أو أراد بالخلافة الملك والتسليط { أإله مع الله } أي معبود سواه يقدر على ذلك { قليلاً ما تذكرون } تذكراً قليلاً ، والمعنى كفى التذكر والقلة تستعمل في معنى النفي { أمّن يهديكم في ظلمات البر والبحر } بالنجوم في السماء والعلامات في الأرض إذا جنّ الليل عليكم مسافرين في البر والبحر { ومن يرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته } أمام المطر { أإله مع الله } يقدر أن يفعل ذلك { تعالى الله عما يشركون } أي جلّ عن الشرك عما يزعمه المشركون ويصفوه { أمّن يبدؤ الخلق } أي يحدثهم من العدم ابتداء ثم يعيدهم بعد الفناء للجزاء ، يعني أنه المختص بالقدرة على ابتداء الأجسام وإعادتها فكان هو الله المعبود حقاً { ومن يرزقكم من السماء والأرض } من السماء المطر ومن الأرض النبات { أإله مع الله } أي أإله سواه يفعل ذلك ؟ { قل } يا محمد { هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين } { قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله } نزلت في اليهود حتى سألوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن الساعة والغيب ما غاب عن الحواس ولا دليل عليه عقلاً وسمعاً ، وقيل : هو ما لم يعلم ضرورة { وما يشعرون } يعني ما يعلمون متى يبعثون ، قوله تعالى : { بل ادّارك } قرأ ابن كثير وأبو عمرو بل ادّارك بقطع الألف وسكون اللام ، وقرأ نافع وحمزة بكسر اللام موصولة الألف { بل ادّارك علمهم في الآخرة } ، قيل : علموا ذلك لما عاينوا حين لا ينفعهم مع شكهم في الدنيا ولو لم يعلموا في الدنيا يعلمون في الآخرة ضرورة ، وقيل : بل غاب وضلّ عليهم في الآخرة فليسَ لهم بها علم بل هم في شك منها ، قيل : معناه هلاَّ أدرك علمهم في الآخرة أم هم في شك من القيامة { بل هم منها عَمُون } حيث تركوا آية التدبر والنظر { وقال الذين كفروا } ، قيل مشركو مكة { أءذا كنا تراباً } بعد الموت { وآباؤنا أئنا لمخرجون } { لقد وعدنا هذا } البعث { نحن وآباؤنا من قبل } محمد { إن هذا إلا أساطير الأولين } أحاديثهم وأكاذيبهم .