Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 46-52)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن } قيل : لا تخاصموهم ، قيل : هم نصارى نجران ، وقيل : أراد من أسلم ، وقيل : أراد اليهود وأمر باللطف معهم ، إلا بالتي هي أحسن ألطف القول وأرأفه ليكونوا أقرب إلى القبول { إلاَّ الذين ظلموا منهم } فسدوا الذمة ومنعوا الجزية فإن أولئك مجادلتهم بالسيف ، وعن قتادة : الآية منسوخة بقوله : { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر } [ التوبة : 29 ] ولا مجادلة أشد من السيف { وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم } التوراة والإِنجيل { وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون } مخلصون بالتوحيد منقادون بالطاعة { وكذلك أنزلنا إليك الكتاب } كما أنزلنا الكتب عليهم أنزلنا عليك الكتاب أيضاً { فالذين آتيناهم الكتاب } أي علم الكتاب { يؤمنون به } ، قيل : الكتاب القرآن ومن آمن به أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { ومن هؤلاء } قيل : أصحاب مكة ، وقيل : العرب { من يؤمن به } بالقرآن ، وقيل : الكتاب هو التوراة والإِنجيل والذين يؤمنون به عبد الله بن سلام وأصحابه { وما يجحد بآياتنا إلاّ الكافرون } يعني آيات القرآن مع ظهورها وزوال الشبهة ، قيل : هو كعب بن الأشرف وأصحابه ، قوله تعالى : { وما كنت } يا محمد { تتلوا من قبله من كتاب } أي من قبل القرآن ، وقوله : { ولا تخطُّهُ بيمينك } أي لو كنت تقرأ كتاباً وتكتب لارتاب الكفار ولشكوا وقالوا لعله تعلّم القرآن { إذاً لارتاب المبطلون } قيل : مشركو مكة إذ قالوا شيء كتبه محمد { بل هو آيات } أي حجج واضحات يعني القرآن { في صدور الذين أوتو العلم } وهم علماء المؤمنين علموا أن القرآن معجزة فآمنوا به وعلموا بما فيه فهو محفوظ في صدورهم مَتْلُو على ألسنتهم لا يشكون فيه { وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون } لأنفسهم بأن أوردوها العذاب الأليم { وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه } يعني الكفار قالوا ذلك تعنتاً ، لولا أنزل عليه آيات أي وحي كما أنزل على الأنبياء قبله فجعلوا ما معه غير حجة إلقاء للشبهة على العوام ، وقيل : أرادوا آيات القيامة { قل } يا محمد { إنما الآيات عند الله } المعجزات والحجج ، أي هو القادر على جميع ذلك { وإنما أنا نذير مُبين } { أولم يكفهم } قيل : أراد اليهود { انا أنزلنا عليك الكتاب } معجزة لك وبياناً للشرائع يزيد على معجزات الأنبياء { يتلى عليهم } يقرأ عليهم { إن في ذلك لرحمة } أي نعمة عظيمة { وذكرى لقوم يؤمنون } يصدقون { قل كفى بالله بيني وبينكم شهيداً } أني قد أبلغتكم ما أرسلت به اليكم وأنذرتكم وإنكم قابلتموني بالجحد والتكذيب ، وروي أن كعب بن الأشرف وأصحابه قالوا : يا محمد من يشهد لك { قل كفى بالله } { يعلم ما في السماوات والأرض } فهو مطلع على أمري وأمركم وعالم بخفي باطني وباطنكم { والذين آمنوا بالباطل } وهو ما تعبدون من دون الله { وكفروا بالله } وآياته { أولئك هم الخاسرون } حيث أشركوا الكفر بالايمان .