Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 104-112)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ولتكن منكم أمة } للتبعيض لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من فروض الكفايات ، وقيل : من للتبيين ، يعني كونوا أمة تأمرون ، قوله تعالى : { وأولئك هم المفلحون } هم الأخصاء بالفلاح دون غيرهم ، " وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه سُئِل وهو على المنبر : من خير الناس ؟ قال : " آمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر " وعنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر فهو خليفة الله في أرضه وخليفة رسوله " وعن علي ( عليه السلام ) : " أفضل الجهاد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " قوله تعالى : { ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا } هم اليهود والنصارى { من بعد ما جاءهم البينات } الموجبة للاتفاق ، وقيل : هم مبتدعو هذه الأمَّة ، وهم المحبرة والمشبهة والحشوية ، قوله تعالى : { يوم تبيض وجوه } البياض من النور ، والسواد من الظلمة ، فمن كان من أهل نور الحق وُسِمَ ببياض اللون وابيضّت صحيفته وأشرقت ، ويسعى النور بين يديه وبيمينه ، ومن كان من أهل الظلمة وُسِمَ بسواد اللون وأحاطت به الظلمة من كل جانب ، قيل : هم بنو قريظة والنضير ، وقيل : هم أهل البدع والأهواء { أكفرتم بعد إيمانكم } فيقال لهم : أكفرتم والهمزة للتوبيخ والتعجيب من حالهم ، والظاهر أنهم أهل الكتاب وكفرهم بعد الإِيمان تكذيبهم لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعد اعترافهم به قبل مجيئه ، وعن عطا : تبيّض وجوه المهاجرين والأنصار وتسوّد وجوه بني قريظة والنضير ، وقيل : هم المرتدون ، وقيل : هم أهل البدع والأهواء ، وقيل : هم الخوارج ، قوله تعالى : { ففي رحمة الله هم فيها خالدون } أي ففي نعمة الله وهي الثواب المخلد ، قوله تعالى : { تلك آيات الله } الواردة في الوعد والوعيد { نتلوها عليك } بما يستوجبانه المحسن والمسيء { وما الله يريد ظلماً للعالمين } على معنى ما يريد شيئاً من الظلم لأحد من خلقه ، فسبحان من يحلم على من يصفه بإِرادة القبائح والرضى بها ، قوله تعالى : { كنتم خير أمة } قيل : كنتم في علم الله خير أُمةٍ ، وقيل : كنتم في أمم من قبلكم مذكورين بأنكم خير أمةٍ ، والآية نزلت في المهاجرين ، وقيل : في أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قوله تعالى : { لن يضروكم إلا أذى } الآية نزلت في اليهود يقول لمن طعن في دين النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار } منهزمين ولا يضرونكم { ثم لا ينصرون } لا نصر لهم ، وعاقبة أمرهم إلى الذل والخذلان ، قوله تعالى : { ضربت عليهم الذلّة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس } المعنى : ضربت عليهم الذلة في جميع الأحوال إلا في حال اعتصامهم بحبل الله وحبل الناس يعني : ذمة الله وذمة المسلمين { وباءو بغضب من الله } أي رجعوا بغضب من الله استوجبوه ، قوله تعالى : { وضربت عليهم المسكنة } كما تضرب البيت على أهله فهم ساكنون في المسكنة غير ضاعنين عنها ، وهم اليهود عليهم لعنة الله وغضبُه لأنهم كفروا بنبي الحق ، قوله تعالى : { ذلك بأنهم } أي ذلك { كانوا } بسبب عصيانهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء .