Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 98-103)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقاً من الذين أوتوا الكتاب } يعني اليهود والنصارى { يردوكم بعد إيمانكم كافرين } ، { ومن يعتصم بالله } يعني ومن يتمسك بدينه { فقد هدي الى صراط مستقيم } أي فقد حصل له الهدى إلى طريق الحق ، قوله تعالى : { حق تقاته } قيل : هو أن يطاع فلا يعصى ، ويشكر فلا يكفر ، ويذكر فلا ينسى ، روي هذا مرفوعاً ، وقيل : هو أن لا تأخذه في الله لومة لائم ، ويقوم بالقسط ولو على أبيه وابنه ، قوله تعالى : { واعتصموا بحبل الله } الحبل : استعارة للعهد ، والإِعتصام : لوثوقه بالعهد ، والمعنى : فاجعلوا استعانتكم بالله والإِعتصام به والطاعة له والإِيمان به وبكتابه لقوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " القرآن حبل الله المتين لا تنقضي عجائبه " وعنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " إني تارك فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي كتاب الله حبل ممدود وعترتي أهل بيتي أن اللطيف الخبير نبأني أنهما لم يفترقا حتى يردا علي الحوض " { ولا تفرقوا } عن الحق موقوع الاختلاف بينكم كما اختلفت اليهود والنصارى . { واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألَّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً } يعني أنكم كنتم أعداء فألَّف الله بين قلوبكم ورضيتم بالإِسلام والتمسك به ، وكانوا في الجاهلية بينهم الحروب والعداوات فألَّف الله بينهم في الإِسلام وقذف في قلوبهم المحبة ، فصاروا إخواناً متراحمين وهو الأخوّة في الله تعالى ، وقيل : هم الأوس والخزرج كانا أخوين لأبٍ وأمٍّ ، فوقعت بينهم العداوة وتطاولت الحروب مائة وعشرين سنة إلى أن أطفأ الله ذلك بالإِسلام ، وألَّف بين قلوبهم برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { وكنتم على شفا حفرة } يعني وكنتم مستضمين على أن تقفوا في نار جهنم لما كنتم عليه من الكفر { فأنقذكم منها } بالاسلام ، والضمير للحفرة أو للنار أو للشفاة .