Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 113-117)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ليسوا سواء من أهل الكتاب } الآية ، قيل : لما أسلم عبد الله بن سلام وجماعة معه ، قال أحبار اليهود : ما آمن بمحمد إلا أشرارنا ولو كان من أخيارنا ما ترك دين الآباء فنزلت ، وقيل : إنها نزلت في قوم كانوا يصلون بين المغرب والعشاء ، وقيل : أنها نزلت في أربعين رجلاً من أهل نجران واثنين وثلاثين من الحبشة وثمانية من الروم وكانوا على دين عيسى وصدقوا بمحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون } يعني يجتهدون في تلاوة القرآن في ساعات الليل مع السجود ، وقيل : أراد صلاة العشاء لأن أهل الكتاب لا يصلونها ، وعن ابن مسعود : " أخر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) صلاة العشاء ، ثم خرج المسجد فإذا الناس ينتظرون الصلاة فقال : " أما أنه ليس من الأديان أحدٌ يذكر الله هذه الساعة غيركم " وقرأ هذه الآية " ، قوله تعالى : { وما يفعلوا من خير فلن يكفروه } أي لن تحرموا أجره { إن الذين كفروا لن تغني } نزلت في مشركي قريش ، قيل : هو عام ، قوله تعالى : { مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح } الآية نزلت في أبي سفيان وأصحابه في يوم بدر عند تظاهرهم على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقيل : نزلت في جميع الكفار في نفقاتهم وصدقاتهم في الدنيا ، وقيل : هو عام وهو ما كانوا ينفقون من أموالهم في المفاخر والمكارم وكسب الثناء وحسن الذكر من الناس ، لا يبتغون به وجه الله تعالى ، وقيل : هو ما كانوا يتقربون به إلى الله تعالى مع كفرهم ، وقيل : هو ما أنفقوه في عداوة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فضاع عنهم ، ومعنى : { حرث قوم } يريد زرع قوم شبَّهَهُ بالزرع الذي يحسه الرد فذهب حطاماً ، { وما ظلمهم الله } بأن لم يقبل نفقاتهم { ولكن أنفسهم يظلمون } بأن لم يطلبوا ما عند الله ولأصحاب الحرث الذين ظلموا أنفسهم ، أي وما ظلمهم بهلاك زرعهم ، ولكن ظلموا أنفسهم بارتكاب ما استحقوا به العقوبة .