Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 123-133)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ولقد نصركم الله ببدر } الآية وذللهم ما كان بهم من ضعف الحال وقلة السلاح والمال ، وكانوا ثلاثمائة وبضع عشرة معهم فرسان وكان قريش ألف مقاتل ، قوله : { مسومين } روي أنهم كانوا على خيل بلق ، وقيل : معلمين ، وروي أن عمامة الزبير كانت يوم بدر صفراء ، فنزلت الملائكة كذلك ، وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال لأصحابه : " تسوَّموا فإن الملائكة تسومت " وقرئ بفتح الواو وكسرها بمعنى معلَمين ومعلِمين أنفسهم أو حيلهم ، قال الكلبي : معلمين بعمائم صفر مرخاة على أكتافهم ، قوله تعالى : { وما جعله الله إلا بشرى } يعني النصر يوم بدر ، قوله تعالى : { ليقطع طرفاً من الذين كفروا } ليهلك طائفة منهم بالقتل والأسر ، وهو ما كان يوم بدر من قتل سبعين وأسر سبعين من رؤساء قريش { أو يكبتهم } أو يخزيهم ويغيظهم بالهزيمة فينقلبوا خائبين غير ظافرين ، قوله تعالى : { ليس لك من الأمر شيء } الآية نزلت يوم أُحد ، قيل لما كان من المشركين يوم أُحد من كسر رباعية النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وشج وجهه وقتل المؤمنين وقتل أمير المؤمنين حمزة سيد الشهداء قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " كيف يفلح قوم نالوا هذا من نبيهم وهو مع هذا حريصٌ على دعائهم إلى ربهم " فنزلت ، وقيل : همَّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن يدعو عليهم بأُحُدٌ ويلعنهم ، فنزلت الآية تسكيناً له ويعلمه أن فيهم من يؤمن فكف ، والمعنى أن الله مالك أمرهم فأما أن يهلكهم أو يهزمهم أو يتوب عليهم إن أسلموا { أو يعذبهم } إنْ أصرُّوا على الكفر وليس لك من أمرهم شيء ، إنَّما أنت عبد مبعوث لإِنذارهم ، قوله تعالى : { يغفر لمن يشاء } لمن يتوب عليه { ويعذب من يشاء } من لقيه ظالماً { يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة } نهى عن الربا وكان الرجال منهم إذا باع الذين محله زاد في الأجل فاستغرق بالشيء اللطيف مال المديون ، قوله تعالى : { سارعوا إلى مغفرة من ربكم } يعني سارعوا إلى عمل الطاعة كلها ، وقيل : التكبيرة الأولى { وجنة عرضها السموات } أي عرضها عرض السموات والأرض والمراد : وصفها بالسعة ، وعن ابن عباس ( رضي الله عنه ) : كعرض سبع سموات وسبع أرضين لو وصل بعضها ببعض .