Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 134-138)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { الذين ينفقون في السرَّاء والضرَّاء } في حال الرخاء واليسر وحال الضيق والعسر { والكاظمين الغيظ } أي الحابسين له وأصل الكظم حبس الشيء عند امتلائه ، وفي الحديث عنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " ما من جرعة أكرم عند الله من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله " وفي الحديث عنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " رأيت قصوراً مشرفة على الجنة قلت : لمن هذه ؟ قالوا : للكاظمين الغيظ " وعنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " من كتم غيظاً وهو يقدر على إنفاذه ملأ الله قلبه أمناً وإيماناً " قوله تعالى : { والعافين عن الناس } إذا حيف عليهم أحد لم يؤاخذوه ، وروي أنه ينادي منادي يوم القيامة أين الذين كانت أجورهم على الله ، فلا يقوم إلا من عَفَى ، وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " إنّ هؤلاء في أُمَّتي قليل إلاّ من عصم الله وقد كانوا كثيراً في الأمم الماضية " قوله تعالى : { والله يحب المحسنين } إلى من أساء إليهم ، وقيل : إلى الناس ، وقيل : المحسنين ، ومعنى محبة الله تعالى إكرامهم بالثواب ، قوله تعالى : { والذين إذا فعلوا فاحشةً } أراد الزنا والقُبلة ، وقيل : الفاحشة الكبيرة وظلم النفس الصغيرة ، قوله : { أو ظلموا أنفسهم } قال جار الله : إذا أذنبوا أي ذنب كان مما يؤاخذون به ، وقيل الفاحشة : الزنا وظلم النفس ما دونه من القبلة واللمسة ونحوها ، { ذكروا الله } ذكروا عقابه ووعيده ونهيه { فاستغفروا لذنوبهم } تابوا عنها لقبحها نادمين { ولم يصرّوا على ما فعلوا } ولم يقيموا على ما فعلوا ولم يقيموا على قبح قولهم غير مستغفرين ، وعنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " ما أصرّ من استغفر وإن عاد في اليوم سبعين مرة " وروي لا صغيرة مع الإِصرار ولا كبيرة مع الاستغفار ، وروي أن الله تعالى أوحى إلى موسى ( عليه السلام ) : " ما أقل حياء من يطمع في جنتي بغير عمل " وروي طلب الجنة بلا عمل ذنب من الذنوب ، قوله تعالى : { أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات } قال الحسن البصري يقول الله تعالى يوم القيامة : " جُوزوا الصراط بعفوي وادخلوا الجنة برحمتي واقتسموها بأعمالكم " وعن رابعة البصريَّة أنها كانت تنشد هذا البيت : @ ترجوا النجاة ولم تسلك مسالكها ان السفينة لا تجري على اليبس @@ قوله تعالى : { قد خلت من قبلكم سنن } يريد ما سنَّه الله في الأمم { المكذبين } من وقائعه ، كقوله تعالى : { أخذوا وقتلوا تقتيلا } [ الأحزاب : 61 ] { سنة الله في الذين خلوا من قبل } [ الأحزاب : 38 ] قوله تعالى : { هذا بيان للناس } إيضاح لسوء عاقبة ما هم عليه من التكذيب ، يعني حثَّهم على النظر في سوء عواقب المكذبين قبلهم والإِعتبار بما يعاينون من آثار هلاكهم ، قوله تعالى : { وهدى وموعظة للمتقين } يعني أنه مع كونه بياناً وتنبيهاً للمكذبين فهو زيادة تثبيت وموعظة للذين اتقوا من المؤمنين .