Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 13-17)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قد كان لكم آية في فئتين التقتا } نزلت في قصة بدر والخطاب لمشركي قريش ، وقيل : إلى اليهود وكان عدد المشركين ألفاً عن علي ( عليه السلام ) وابن مسعود ، وأما عدد المسلمين فثلاثمائة وبضع عشرة ، وقيل : ثلاثة عشر على عدد أصحاب طالوت ، تسعة وتسعين من المهاجرين والباقي من الأنصار ، وصاحب راية النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أمير المؤمنين وسيد الوصيّين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وصاحب راية الأنصار سعد بن عَبادة ، وكان في الجيش سبعون بعيراً وفرسان ، فرس للمقداد ، وفرس لمرثد بن أبي مرثد ، وستة أدرع ، وثمانية سيوف . وكان رئيس المشركين عتبة بن ربيعة ، وهو أول مشهد شهده رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من المدينة وخروجه يلتقي عير أبي سفيان ، فبعث أبو سفيان إلى مكة يعلمهم بذلك ، فخرجوا والتقوا ببدر ، وشهد الوقعة الملائكة وحاربوا ولم يحاربوا غيرها ، وشهدها من مؤمني الجن سبعون نبياً ، وحضر في عسكر الكفار ابليس نعوذ بالله منه ومعه سبعون ألفاً ، وكان الذي قتل النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سبعين رجلاً من المشركين وأسر منهم سبعين رجلاً { يرونهم مثليهم رأي العين } أي قريباً من العين ، أو مثلي عدد المسلمين ستمائة ونيفاً وعشرين أراهم الله إياهم مع قلّتهم أضعافهم ليهابوهم ، وكان ذلك إمداداً لهم من الله تعالى كما أمدّهم بالملائكة ، وقيل : ترون يا مشركي قريش المسلمين كمثلي فئتكم الكافرة أو مثلي أنفسهم ، قوله تعالى : { زين للناس حب الشهوات } المزين الله تعالى للابتلاء كقوله تعالى : { إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها } [ الكهف : 7 ] ويدل عليه قراءة مجاهد زين للناس على تسمية الفاعل ، وعن الحسن المزين هو الشيطان ، قيل : كان أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في فقر وشدة والكفار في غنى وسعة ، فنزلت الآية تسلية لهم ، وإن ما أعد لهم خير مما أعطي هؤلاء ، فرتب تعالى هذه الأشياء على وفق ما يعلمه من الترتيب قال تعالى : { حبّ الشهوات من النساء } ثم { والبنين } { والقناطير المقنطرة } جمع قنطار ، والقنطار ألف دينار ، أو اثني عشر ألف درهم ، وقيل : ألف ومائتا أوقيَّة ، وقيل : ملء مسك ثور ذهباً أو فضة ثم : { والخيل المسومة } المعلمة ، ثم { والأنعام } ثم { والحرث } الزرع ، فرتبها الله تعالى على منازلها في قلوب خلقه الأزواج الثمانية . { الصابرين } على الطاعة وعن المعصيَّة { والصادقين } في أفعالهم وأقوالهم واعتقادهم في السرّ والعلانية { والقانتين } قيل : المطيعين ، وقيل : الدائم على العبادة ، وقيل : القنوت القيام بالواجب على التمام { والمنفقين } المؤَدون الزكاة ، قيل : في السر { والمستغفرين بالأسحار } قيل : هم المصلّون وقت السحر ، وقيل : السائلون المغفرة ، وقيل : المصلّون الفجر جماعات ، روي أن داوود ( عليه السلام ) سأل جبريل ( عليه السلام ) : أي الليل أفضل ؟ فقال : لا أدري إلا أن العرش يهتز عند السحر .