Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 6-12)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء } الصور المتفاوتة المختلفة من ذكر وأنثى ، وأبيض وأسود ، وقصير وطويل ، وتام وناقص { لا إله إلا هو } لما ذكر الدلالة عقبه بذكر المدلول عليه وهو الله عز وجل لا إله إلا هو ، وهو { العزيز } الذي لا يمتنع عليه شيء { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب } هو الذي أنزل عليك يا محمد الكتاب ، وهو القرآن هن أم القرآن المحكم ، كقوله تعالى : { ألر كتاب أحكمت آياته } [ هود : 1 ] أي أحكمت بالنظم العجيب ، وقيل : أحكمت عباراتها بأن حفظت ، قوله تعالى : { هن أم الكتاب } أي هن أصل الكتاب بحمل المتشابهات عليها ولردها إليها { وأخر متشابهات } يعني أن بعضه يشبه بعضاً ، كقوله تعالى : { الله نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً } [ الزمر : 23 ] أي يشبه بعضه بعضاً في جزالة الألفاظ وجودة المعاني لا تناقص فيه ولا فساد ، وروي في الكشاف أن المتشابه مثل قوله تعالى : { لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار } [ الأنعام : 103 ] { وإلى ربها ناظرة } [ القيامة : 23 ] و { لا يأمر بالفحشاء } [ الأعراف : 28 ] { أمرنا مترفيها } [ الإسراء : 16 ] { فأما الذين في قلوبهم زيغ } نزلت في المنافقين ، وقيل : في وفد نجران ، زيغ : قيل : شك ، وقيل : ميل ، وهم أهل البدع والعقائد الفاسدة ، قوله : { فيتبعون ما تشابه منه } يعني يتعلقون بالمتشابه { ابتغاء الفتنة } أي طلب أن يفتنوا الناس عن دينهم ويضلونهم { وابتغاء تأويله } أي وطلب أن يتأولونه التأويل الذي يشتهونه { وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم } أي لا يهتدي إلى تأويل الحق الذي يجب أن يحمل عليه إلا الله سبحانه وعباده الذين سبحوا في العلم يقولون ويفسرون المتشابه { كل من عند ربنا } أي يقولون أن محكمه ومتشابهه من عند ربنا { ربنا لا تزغ قلوبنا } أي لا تبلنا ببلايا تزيغ فيها قلوبنا { بعد إذ هديتنا } وأرشدتنا لدينك ، ولا تمنعنا ألطافك بعد إذ لطفت بنا ، { إن الذين كفروا } يعني من كفر برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) ، وقيل : بنو قريظة وبني النضير ، { لن تغني عنهم أموالهم } لا تنفعهم ولا تكفّر عنهم شيئاً من عذاب الله تعالى { كدأب آل فرعون } يعني دأب هؤلاء الكفار ، كدأب آل فرعون وغيرهم حلّ بهم العقاب ، والدأب العادة ، وقيل : كعادة الله عزّ وجل في آل فرعون أنزل بهم العذاب لما سلف من إجرامهم { والذين من قبلهم } كفار الأُمم الماضية { كذبوا بآياتنا فأخذهم الله } أي عاقبهم الله تعالى { بذنوبهم } أي بإجرامهم ومعاصيهم { والله شديد العقاب } لمن يعاقبه ، فاحذروا عقابه { قل للذين كفروا ستغلبون } الآية نزلت في اليهود ، وقيل : لما هلكت قريش يوم بدر جمع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) اليهود بسوق بني قينقاع فدعاهم إلى الإسلام وحذّرهم ما نزل بقريش من الإِنتقام ، فأبوا وقالوا ألسنا كقريش الأغمار الذين لا يعرفون القتال ، لو حاربتنا لتعرف الناس فنزلت الآية ، وقيل : نزلت في مشركي قريش يوم بدر .