Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 59-64)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب } الآية نزلت في وفد نجران ، والعاقب وأصحابه قالوا للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هل رأيت ولداً من غير أب ؟ فنزلت ، عن ابن عباس : فلما دعاهم الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى المباهلة أخذ بيد الحسن والحسين وعلي وفاطمة ( عليهم السلام ) وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " إذا أنا دعوت فآمنوا " ثم دعا النصارى إلى المباهلة فأحجموا عنها ، وأقروا بالذلة ، وقبلوا الجزية ، وروي أنهم استشاروا العاقب وكان ذا رأيهم ، فقال : إنه نبي مرسل وما لاعن قوم شيئاً قط فعاش كبيرهم ولا ثبت صغيرهم فوادعوه وانصرفوا ، وروي أن أسعف نجران قال لهم : إني لأرى وجوهاً لو سألوا الله تعالى أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة وسألوا الصلح ، فصالحهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في كل سنة ألفي حلة ، ألف في رجب وألف في صفر ، وثلاثين درعاً ، وثلاثين فرساً ، وثلاثين رمحاً ، فدفعوها إلى واليه ، وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " والذي نفسي بيده لو باهلوا لمسخوا قردة وخنازير ولاضطرم عليه الوادي ناراً وما حال الحول على النصارى حتى هلكوا { إن هذا لهو القصص الحق } أي هذا الذي قصَّ عليك من نبأ عيسى لهو القصص الحق ، قوله تعالى : { قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم } لا يختلف فيها التوراة والانجيل والقرآن وتفسير الكلمة قوله تعالى : { ألاَّ نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضا أرباباً من دون الله } يعني تعالوا إليها حتى لا تقولوا عزير ابن الله ، وقيل : اجتمعت أحبار اليهود ونصارى نجران عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فتنازعوا في إبراهيم ، فقال اليهود : ما كان إلا يهودياً ، وقالت النصارى : ما كان إلا نصرانياً ، فنزلت الآية ، " وروي أنهم لما اختلفوا سألوا النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن ذلك ، فقال : " بل كان بريئاً من الفريقين وكان حنيفاً مسلماً وأنا على دينه " فقالت اليهود : والله يا محمد والله ما تريد إلا أن نقول فيك ما قالت النصارى في عيسى " ، فنزلت الآية ونزل قوله تعالى : { ما كان ابراهيم يهودياً ولا نصرانياً } [ آل عمران : 67 ] الخ { ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله } يعني نطيع أحبارنا فيما أحدثوا من التحريم والتحليل ، من غير رجوع إلى ما شرَّع الله تعالى كقوله تعالى : { اتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحد } [ التوبة : 31 ] ، وعن عدي بن حاتم " أما كنَّا نعبدهم يا رسول الله ، قال : " أليس كانوا يحلّون لكم ويحرمون عليكم فتأخذون بقولهم " ، قال : نعم ، قال : " هو ذاك فإن تولوا عن التوحيد " { فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون } أي لزمتكم الحجة ووجب عليكم أن تعترفوا وتسلموا بأنَّا مسلِمون دونكم كما يقول الغالب للمغلوب في جدال أو صراع أو غيرهما ، أعترف بأني أنا الغالب وسلم لي الغلبَة ، ويجوز أن يكون من باب التعريض ويكون معناه اشهدوا واعترفوا بأنكم كافرون حيث توليتم عن الحق بعد ظهوره .