Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 65-74)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { يا أهل الكتاب لم تحاجون } الآية ، زعم كل فريق من اليهود والنصارى أن إبراهيم كان منهم وجادلوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والمؤمنين ، فقيل لهم : أن اليهودية إنما حدثت بعد نزول التوراة ، والنصرانية بعد نزول الإِنجيل ، وبين إبراهيم وموسى ألف سنة ، وبينه وبين عيسى ألفان ، فكيف يكون إبراهيم على دين لم يحدث إلا بعد عهده بزمان { أفلا تعقلون } حتى لا تجادلون بمثل هذا الجدال ، قوله تعالى : { ها أنتم هؤلاء حاججتم } جادلتم { فيما لكم به علم } فيما نطق التوراة والإِنجيل { فلم تحاجّون فيما ليس لكم به علم } ولا ذكر له في كتابكم من دين إبراهيم ، قوله تعالى : { ولكن كان حنيفاً } منقاداً لله تعالى { مسلماً وما كان من المشركين } وأراد بالمشركين اليهود والنصارى لإشراكهم في عزير والمسيح { إن أولى الناس بإِبراهيم } أي أخصهم به وأقربهم إليه { للذين اتبعوه } في زمانه وبعده { وهذا النبي } خصوصاً { والذين آمنوا } من أمته { ودت طائفة } وهم اليهود ، دعوا حذيفة وعمار ومعاذ إلى اليهودية { وما يضلّون إلا أنفسهم } يعني وما يعود وبال الاضلال إلا عليهم لأن العذاب يضاعف لهم بضلالهم وإضلالهم وما يقدرون على إضلال المسلمين ، وإنما يضلون أمثالهم من أشياعهم ، قوله تعالى : { يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله } أي التوراة والإِنجيل وكفرهم بها أنهم لا يؤمنون بما نطقت به من صحة نبَّوة محمد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { وأنتم تشهدون } نعته في الكتابين ، أو تكفرون بآيات الله جميعاً وأنتم تعلمون أنها حق ، قوله تعالى : { وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره } والمعنى أظهروا الإِيمان بما أنزل على المسلمين في أول النهار واكفروا آخره بهم ، لعلهم يشكون في دينهم ويقولون ما رجعوا وهم أهل كتاب إلا أنهم قد تبين لهم فيرجعون برجوعكم ، وقيل : نزلت في اثني عشر من أحبار يهود خيبر ، قال بعضهم لبعض : ادخلوا في دين محمد أول النهار من غير اعتقاد واكفروا به في آخره ، وقولوا : إنا نظرنا في كتبنا وشاورنا علماءنا فوجدنا محمداً ليس كذلك النبي المبعوث ، وظهر لنا كذبه وبطلان دينه ، فإن فعلتم ذلك شك اصحابه في دينه ، وقيل : هذا في شأن القِبلة لما صرفت إلى الكعبة ، قال كعب بن الأشرف لأصحابه : آمنوا بما أنزل عليهم من الصلاة إلى الكعبة وصلَّوا إليها في أول النهار ثم اكفروا به آخره وصلّوا إلى الصخرة ، لعلهم يقولون هم أعلم منا فيرجعون يحاجونكم بالحق ويغالبونكم عند الله بالحجة ، أو يحاجّوكم عند ربكم يعني يوم القيامة { قل إن الفضل بيد الله } يريد به الهداية والتوفيق .