Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 75-78)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ومن أهل الكتاب من أن تأمنه بقنطار يُؤَده إليك } نزلت في عبدالله بن سلام ، أودعه رجل ألفاً ومائتي أوقيَّة ذهباً فأدّاه إليه ، وفي فنحاص اليهودي أودعه رجل قُرَيشي ديناراً فجحده عن ابن عباس ، وقيل : نزلت في اليهود والنصارى ، فالذي يؤدي الأمانة النصارى ، والذي لا يؤديها اليهود ، وقيل : قالت اليهود : الأموال كلها لنا فيما في أيدي العرب لنا ظلمونا وغصبونا ، فلا سبيل علينا في أخذنا إياه منهم { إلا ما دمت عليه قائماً } إلا مدة دوامك عليه يا صاحب الحق قائماً على رأسه متوكلاً عليه بالمطالبة أو بالرفع إلى الحاكم وإقامة البينة { ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين } يعنون الذين ليسوا من أهل الكتاب وما فعلنا بهم من حبس أموالهم والاضرار بهم ، لأنهم ليسوا على ديننا وكانوا يستحلون ظلم من خالفهم ويقولون ما لم يجعل له في كتابنا حرمة ، وقيل : بايع اليهود رجالاً من قريش فلما أسلموا تقاضوهم فقالوا : ليس علينا حق { ويقولون على الله الكذب } بادعائهم أن ذلك في كتابهم { وهم يعلمون } أنهم كاذبون { بلى } إثبات لما نفوه من السبيل { من أوفى بعهده } لأنهم إذا وفوا بالعهود وفوا أول شيء بالعهد الأعظم ، وهو ما أخذ عليهم في كتبهم من الايمان برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مصدقاً لما معهم { فإن الله يحب المتّقين } نزلت في عبد الله بن سلام { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً } نزلت في أبي رافع بن حيي بن اخطب حرفوا التوراة وبدلوا صفة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأخذوا الرشوة على ذلك ، وقيل : جاءت جماعة من اليهود إلى كعب بن الأشرف في سنة أصابتهم ممتارين ، فقال لهم : هل تعلمون أن هذا الرجل رسول الله ؟ قالوا : نعم ، قال : لقد هممت أن أميركم وأكسوكم فحرمكم الله خيراً كثيراً ، فقالوا : لعله شبّه علينا فانطلقوا وكتبوا صفته غير صفته ، ثم رجعوا وقالوا : قد غلطنا وليس هو الذي بعث ففرح وأمارهم { أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله } بكلام يسرهم { ولا ينظر إليهم } أي لا يرحمهم ولا يحسن إليهم { ولا يزكيهم } أي لا يريد بهم خيراً ولا يثني عليهم ، وقوله تعالى : { ولا ينظر إليهم } مجاز عن الاستهانة والسخط عليهم ، { وإن منهم لفريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب } يعني يحرفونه { ويقولون هو من عند الله } فأكذبهم الله بقوله : { وما هو من عند الله } وفي الآية دليل واضح على أن أفعال العباد منهم وبطلان قول المحبرة لأن عندهم أنها مخلوقة ، والآية نزلت في كعب بن الأشرف وحيي بن أخطب وجماعة من أحبار اليهود وأشرافهم .