Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 79-89)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة } " قيل : أن أبا رافع ورئيس وفد نجران قالا للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أتريد أن نعبدك ونتخذك الهاً ، قال : " معاذ الله أن نعبد غير الله فما لذلك بعثني ولا بذلك أمرني " فنزلت الآية ، قال تعالى : { ولكن كونوا ربّانيين } فقهاء علماء ، وعن محمد بن الحنفيَّة أنه قال : حين مات ابن عباس ( رحمه الله تعالى ) اليوم مات رباني هذه الأمَّة ، قوله تعالى : { وإذ أخذ الله ميثاق النبيِّين } قيل : هو على ظاهره من أخذ الميثاق على النبيين ، وقيل : أراد ميثاق أولاد النبيِّين ، وهم بنو إسرائيل ، وقيل : أراد النبيِّين وأممهم { إصري } يعني عهدي { فاشهدوا } فليشهد بعضكم على بعض بالإقرار وأنا على ذلكم من إقراركم وشهادتكم من الشاهدين ، وقيل : فاشهدوا فاعلموا ذلك ، وقيل : فاشهدوا على أممكم وأنا معكم من الشاهدين عليكم وعليهم عن علي ( عليه السلام ) ، وقيل : يشهد بعضكم على بعض ، وقيل : قال الله تعالى لملائكته : اشهدوا عليهم { فمن تولى } أعرض بعد هذا العهد ، وقيل : بعد الإِقرار { فأولئك هم الفاسقون } الخارجون عن الإِسلام ، وقيل المتمردون في الكفر ، قوله تعالى : { أفغير دين الله يبغون } " روي أن أهل الكتاب اختصموا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فيما اختلفوا فيه من دين إبراهيم ( عليه السلام ) كل واحد من الفريقين ادّعى أنه أولى به ، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " كل الفريقين بريء من دين إبراهيم " فقالوا : ما نرضى بقضائك ولا نأخذ بدينك " ، فنزلت الآية { طوعاً } بالنظر في الادلة والانصاف من النفس { وكرهاً } بالسيف أو بمعاينة ما يلجئ إلى الإِسلام كنتق الجبل على بني إسرائيل وإدراك الغرق فرعون والاشفاء على الموت { ونحن له مسلمون } مخلصون أنفسنا له موحدون { كيف يهدي الله قوماً كفروا بعد إيمانهم } أي كيف يلطف بهم وليسوا من أهل اللطف { وشهدوا أن الرسول حق } وبعد ما جاءتهم الشواهد من القرآن وسائر المعجزات التي ثبت بمثلها النبوَّة وهم اليهود ، كفروا بالرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعد أن كانوا مؤمنين به ، وقيل : نزلت في رهط كانوا أسلموا ثم رجعوا عن الإِسلام ولحقوا بمكة { والله لا يهدي القوم الظالمين } يعني لا يلطف بالقوم الظالمين المعاندين الذين علم أن اللطف لا ينفعهم { إلا الذين تابوا من بعد ذلك } الكفر العظيم والارتداد { وأصلحوا } ما أفسدوا ودخلوا في الصلاح ، قيل : نزلت في الحرث بن سويد حين ندم على ردته وأرسل إلى قومه أرسلوا هل لي من توبة ، فأرسل إليه أخوه بالآية ، فأقبل إلى المدينة فتاب وقبل النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) توبته .