Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 90-97)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إن الذين كفروا } هم اليهود كفروا بعيسى والإِنجيل بعد إيمانهم بموسى والتوراة { ثم ازدادوا كفراً } بكفرهم بمحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والقرآن وكفروا برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعد أن كانوا مؤمنين به قبل بعثه ، وقيل : نزلت في الذين ارتدوا ولحقوا بدار الحرب { فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهباً ولو افتدى به } يعني جعله فدية ، قوله تعالى : { لن تنالوا البر } أي لن تبلغوا حقيقة البر وهو الثواب { حتى تنفقوا مما تحبون } أي حتى تكون نفقتكم من أموالكم التي تحبونها ، قوله تعالى : { كل الطعام كان حلاً لبني إسرائيل } الآية قيل : " نزلت لما قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لليهود والنصارى : " أنا علي دين إبراهيم " قالوا : كيف وأنت تأكل لحم الإِبل وتشرب ألبانها ؟ فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " كان ذلك حلالاً لإبراهيم فنحن نحلّه " فقالت اليهود : كل شيء أصبحت اليوم تحرمه فإنه كان محرماً على نوح وإِبراهيم وهلمَّ جرّا حتى انتهى الينا " ، فنزلت الآية : { إلا ما حرّم } والذي حرم { إسرائيل على نفسه } وهو يعقوب لحوم الإِبل ، وقيل : العروق ، وكان به عرق النساء ، فنذر إن شفي أن يحرم على نفسه أحب الطعام إليه وكان ذلك أحب إلي ، وإنما حرم ذلك على اليهود عقوبة لهم ، قوله تعالى : { قل } يا محمد { فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين } وروي أنهم لم يجسروا على إخراج التوراة من بعد ما لزمتهم الحجة القاطعة { فأولئك هم الظالمون } المكابرون الذين لا ينصفون من أنفسهم ولا يلتفتون إلى البيّنات ، قوله تعالى : { قل صدق الله } تعريض لكذبهم { فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفاً } وهي ملة الإِسلام التي عليها محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ومن اتّبعه ، قوله تعالى : { إن أول بيت وضع للناس } صفة للبيت والواضع هو الله تعالى ، جعله متعبداً للناس ، " وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سُئِلَ عن أول مسجد وضع للناس ؟ فقال : " المسجد الحرام ثم بيت المقدس " وسئل كم بينهما ؟ فقال : " أربعون سنة وأول من بناه إبراهيم ( عليه السلام ) ، ثم بناه من العرب جرهُم ، ثم هدم فبناه العمالقة ، ثم هدم فبنته قريش " وعن ابن عباس هو أول بيت حج بعد الطوفان ، وقيل : هو أولَّ بيت ظهر على وجه الماء حين خلق الله السماء والأرض ، خلقه قبل الأرض بألفي عام ، وكان زبدة بيضاء على الماء ، فدحيت الأرض تحته ، وقيل : أول بيت بناه آدم ( عليه السلام ) { ببكة } بكة ومكة لغتان ، وقيل : لأنها تبك أعناق الجبابرة ، لم يقصدها جبار إلاّ قصمه الله تعالى { مباركاً } كثير الخير لما يحصل لمن حجه من الثواب ، قوله تعالى : { مقام إبراهيم } قيل : إنه لما ارتفع بنيان الكعبة وضع إبراهيم رجله على هذا الحجر فغاصت فيه قدمه ، وقيل : أنه جاء زائراً من الشام إلى مكة ، فقالت له امرأة اسماعيل : إنزل حتى تغسل رأسك ، فلم ينزل ، فجاءته بهذه الحجر فوضعته على شقه الأيمن ، فوضع قدمه عليه حتى غسلت شق رأسه ، ثم حولته على شقه الأيسر فغسلت شقه الآخر ، فبقي أثر قدمه عليه ، قوله تعالى : { من دخله كان آمناً } قيل : من القتل ، وقيل : من النار ، وعنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " من مات في احد الحرمين بعث يوم القيامة آمناً " وعنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " من صبر على حر مكة ساعة من نهار تباعدت عنه جهنم مسيرة مائة عام " { من استطاع إليه سبيلاً } عنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه فسَّر الاستطاعة بالزاد والراحلة وعليه أكثر العلماء { ومن كفر } أي لم يحج تغليظاً على تارك الحج ، وعنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " من مات ولم يحج مات إن شاء يهودياً أو نصرانياً " ونحوه من التغليظ من ترك الصلاة متعمداً فقد كفر بالله مجتهداً .