Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 30-39)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فأقم وجهك } ، قيل : أدم على الاستفتاء في الدين ، وقيل : أطع الله في أمره { حنيفاً } مائل من جميع الأديان إلا دين الإِسلام { فطرة الله } التقوى { التي فطر الناس عليها } يعني ولأجلها خلق ، وفيه إضمار ، أي اتبع فطرته وهو ابتداء خلقه للأشياء لأنه خلقهم وركبهم وصورهم على وجه دل على أن لها صانعاً قادراً عالماً حيَّاً سمعياً بصيراً واحداً لا يشبه شيء { لا تبديل لخلق الله } أي لدين الله { ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون } أنه خلقهم للعبادة ، وقيل : لا يعلمون أن الدين القيم الاسلام { منيبين إليه واتقوه } أي راجعين إليه بالتوبة مقبلين عليه بالطاعة { واتقوه } أي واتقوا عذابه { ولا تكونوا من المشركين } { من الذين فرقوا دينهم } تركوا دين الاسلام أو فرقوا ، أي كل واحد منهم كان على دين ما تهواه فهم جعلوه إيماناً والحق واحدٌ { وكانوا شيعاً } أي فرقاً لكل واحد منهم مذهب ودين ، وقيل : هم اليهود والنصارى ، وقيل : جميع الكفار ، وقيل : هم أهل البدع { كل حزب } جماعة { بما لديهم فرحون } يعني بما يعبدونه من المذاهب والدين { وإذا مس الناس ضر } مرض أو فقر أو ما أصابهم في أنفسهم وأموالهم { دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمة } قيل : استجاب دعاءهم ورحمهم ، وقيل : أعطاهم نعمة ، وقيل : الرحمة الخصب والنعم { إذا فريق منهم بربهم يشركون } ، قوله تعالى : { ليكفروا بما آتيناهم } بإضافة النعم إلى غيره { فتمتعوا } بهذه الدنيا { فسوف تعلمون } عاقبة أمرهم إذا بعثوا للجزاء { أم أنزلنا عليهم سلطاناً } قيل : برهاناً إلى ما ذهبوا إليه ، وقيل : رسولاً ، وقيل : حجة ، وقيل : كتاب { فهو يتكلم بما كانوا به يشركون } أي يتكلم بحجة وعذر لهم في شركهم { وإذا أذقنا الناس رحمةً } أي نعمة من مطر وسعة أو صحة { فرحوا بها وإن تصبهم سيئة } أي بلاء من جدب أو ضيق بحسب المصلحة ، فلا ينبغي أن يقنطوا عند الشدة { إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون } وخصّهم لأنهم انتفعوا بالآيات { فآت ذا القربى حقه } ، قيل : خطاب للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقيل : الخطاب لغيره ، حق ذي القربى صلة الرحم ، وحق { المسكين وابن السبيل } نصيبهما من الصدقة ، والمسكين الذي لا شيء له ، وابن السبيل المسافر المنقطع عن ماله { ذلك خير } فعل ما أمر الله به { للذين يريدون وجه الله } أي ابتغاء مرضاته وثوابه { وأولئك هم المفلحون } الفائز بالبقاء الدائم { وما آتيتم من رباً ليربوا في أموال الناس } أراد الربا المحظور { فلا يربوا عند الله } ولا يبارك فيه { وما آتيتم من زكاة } أي أعطيتم من الزكاة على ما فرض الله وشرعه { تريدون وجه الله } أي طلب ثوابه ومرضاته { فأولئك هم المضعفون } أي يضاعف لهم الثواب على ذلك .