Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 15-25)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قالوا } ذلك فقال القوم مجيبين { ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمان من شيء إن أنتم إلا تكذبون } قال الرسل مجيبون : { ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون } { وما علينا إلا البلاغ المبين } أي الاعلام بالرسالة { قالوا إنا تطيّرنا بكم } تشاءمنا بكم ، وذلك أنهم كرهوا دينهم كما حكى الله في القبط { وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه } [ الأعراف : 131 ] ، وعن مشركي مكة { وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك } [ النساء : 78 ] ، وقيل : حبس عنهم القطر فقالوا ذلك ، وقيل : زعموا أنهم متى خلوا الأصنام أصابتهم مصائب في أموالهم وأنفسهم { لئن لم تنتهوا } أي لئن لم تدعوا هذا الذي دعوتم إليه { لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم } ، قيل : نرميكم بالحجارة حتى نقتلكم وليمسنكم منا عذاب أليم ، قال الرسل يعني لقومهم : { طائركم معكم } أي شؤمكم معكم وهو الكفر الموجب للعذاب { أئن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون } أي مجازون بالكفر والعصيان { وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى } أي من أسفل المدينة وهو حبيب النجار بن إسرائيل وكان يتجنب الأصنام ، وهو ممن آمن برسول الله وبينهما ستمائة سنة كما آمن تبّع الأكبر ، قيل : كان في غار يعبد الله ، فلما بلغه خبر الرسل أتاهم وأظهر دينه وقاول الكفرة وقالوا : رأيت تخالف رأيت تخالف ديننا فوثبوا عليه فقتلوه ، وقيل : تواطؤه بأرجلهم حتى خرج قصبه من دبره ، وقيل : رجموه وهو يقول : اللهم إهد قومي ، وقبروه في سوق انطاكية ، فلما قتل غضب الله عليهم فأهلكوا بصيحة جبريل ، وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " سبَّاق الأمم ثلاثة لم يكفروا بالله طرفة عين : علي بن أبي طالب ، وصاحب يس ، ومؤمن آل فرعون " { اتبعوا من لا يسألكم أجراً وهم مهتدون } كلمة جامعة في الترغيب فيهم ، أي لا تخسرون عليهم شيئاً في دنياكم وتربحون صحة دينكم فينظم لكم خير الدنيا وخير الآخرة ، ثم أبرز الكلام في موضعين المناصحة لنفسه وهو يريد لهم فقال : { وما لي لا أعبد الذي فطرني } مكان قوله : وما لكم لا تعبدون الذي فطركم ، ألا ترى إلى قوله : { وإليه ترجعون } ولو أنه قصد ذلك لقال : وإليه ارجع ، وقد ساقه ذلك المساق إلى أن قال : { إني آمنت بربكم فاسمعون } قولي وأطيعوني فقد نهيتكم { أأتخذ من دونه آلهة } يعني كيف أترك عبادة الفاطر واتبع عبادة الحجر { إن يردن الرحمان بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئاً ولا ينقذون } { إني إذاً } أي لو فعلت ذلك لكنت { في ضلال مبين } { إني آمنت بربكم فاسمعون } ، قيل : خطاب للرسل فاسمعوا لتشهدوا لي ، وقيل : خطاب لقومه أي اسمعوا قولي : نصحي ، فلما قال هذا قتلوه .