Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 26-39)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قيل ادخل الجنة } ، قيل : جنة الخلد ، وقيل : جنّة في السماء { قال يا ليت قومي يعلمون } { بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين } من المعظمين { وما أنزلنا على قومه من بعده من جندٍ من السماء } كما فعل يوم بدر والخندق ، قال جار الله : فإن قلت : وما معنى قوله : { وما كنا منزلين } ، قلت : معناه وما صح في حكمتنا إن ننزل في إهلاك قوم حبيب { إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون } ميتون هالكون ، وقيل : صاح بهم جبريل فماتوا { يا حسرة على العباد } ، قيل : معناه حلوا محل من يتحسر عليه ، وقيل : معناه يا حسرة على العباد على أنفسهم ، وهو متحسر عليهم من جهة الملائكة والمؤمنين من الثقلين { ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون } ، قيل : هذا من كلام الرجل المؤمن ، وقيل : إنما نفع هذه عند النزع ، وقيل : في القيامة { ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون } يعني ألم يعلموا أهل مكة كم أهلكنا مثل عاد وثمود وغيرهم { أنهم إليهم لا يرجعون وإن كل لمّا جميع لدينا محضرون } للجزاء والحساب { وآية لهم الأرض الميتة } التي لا نبات فيها { أحييناها } بالنبات { وأخرجنا منها } من الأرض { حباً } وهو ما يأكلون { فمنه يأكلون } { وجعلنا فيها جنات } بساتين { من نخيل وأعناب وفجّرنا فيها من العيون } أو الماء الخارج من العُيون { ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم } والمعنى ليأكلوا مما خلق الله من الثمار وما عملته أيديهم من الغرس والسقي ، وقيل : الذي عملته أيديهم كالخبز وغيره من أنواع الأشربة { أفلا يشكرون } هذه النعمة { سبحان الذي خلق الأزواج كلها } أي تنزيهاً له من الشرك الذي خلق الأزواج قيل : الأصناف والأشكال { مما تنبت الأرض } من الحبوب والفواكه وغيرها { ومن أنفسهم } من الأولاد { ومما لا يعلمون } يعني أشياء من الحيوانات والجماد لا يعلمونها ، ومن أزواج لم يطلعهم الله عليها ولا يصلون إلى معرفتها بطريق من طرق العلم ، ولا يبعد أن يخلق الله من الخلائق والحيوان والجماد مما لا يجعل للبشر طريقاً إلى العلم به لأنه لا حاجة لهم إلى العلم به في دينهم ودنياهم ، ولو كانت لهم إليه حاجة لأعلمهم بما لا يعلمون كما أعلمهم بموجود ما لا يعلمون ، وفي الحديث : " ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر " { فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين } [ السجدة : 17 ] { وآية لهم الليل نسلخ منه النهار } أي نخرج وننزع ، سلخ جلد الشاة إذا كشطه { فإذا هم مظلمون } داخلون في الظلام { والشمس تجري لمستقرٍّ لها } حدّ لها مؤقت مقدّر تتهيأ إليه ، قيل : مستقرها أجلها الذي أقرّها الله سبحانه عليه أمرها في جريها فاستقرت عليه وهو آخر السنة ، وقيل : الوقت الذي تستقر فيه وينقطع جريها وهو يوم القيامة لا مستقر لها غيره ، أو أراد المنازل في المشارق والمغارب { ذلك تقدير العزيز العليم } القادر على ما يشاء ، العالم بجميع الأشياء { والقمر قدّرناه منازل حتى عاد } بتقدير مضاف لأنه لا معنى لتقدير نفس القمر منازل ، والمعنى قدرنا سيره منازل وهي ثمانية وعشرون منزلة ينزل القمر في كل ليلة في واحدة منها فإذا صار إلى آخر منزلة { عاد كالعرجون } يعني العذق الذي فيه الشماريخ { القديم } المتقادم وإذا تقادم عهده يبس وقوس فشبه به .