Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 40-52)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر } أي لا تدركه بل يعاقبان ويستويان ، وذلك أن القمر لا يجمع معه في وقت واحد ويداخله في سلطانه فيطمس نوره { ولا الليل سابق النهار } ولا يسبق الليل النهار يعني آية النهار وهما النيران ، ولا يزال الأمر على هذا الترتيب إلى أن يجمع الله بين الشمس والقمر وتطلع الشمس من مغربها { وكلٌ في فلك يسبحون } يعني الشمس والقمر والنجوم { وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون } الصبيان والنساء في الفلك ، قيل : في سفينة نوح ، وقيل : هي السفن الجارية في البحار ، وقيل : الفلك المشحون سفينة نوح ، ومعنى حمل الله ذرياتهم فيها أنه حمل فيها آباءهم الأقدمين وفي أصلابهم ذرياتهم { وخلقنا لهم من مثله } من مثل الفلك { ما يركبون } من السفن أو ما يركبون من الابل وهي سفائن البر { وإن نشأ نغرقهم فلا صريح لهم } أي لا مغيث لهم { ولا هم ينقذون } لا ينجون من الموت بالغرق { إلا رحمة منَّا } بالحياة { ومتاعاً إلى حين } إلى أجل يموتون فيه لا بدَّ لهم منه بعد النجاة من موت الغرق { وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم } ، قيل : اتقوا ما بين أيديكم من عذاب الله ووقائعه كما حل قبلكم بالأمم { و } اتقوا { ما خلفكم } من أمر الساعة وعذاب الآخرة ، وقيل : ما خلفكم يعني الذنوب وبين أيديكم ما يأتي من الذنوب ، وقيل : ما تقدم من أفعالكم وما تأخر ، وقيل : المراد به عذاب الدّنيا وعذاب الآخرة { لعلكم ترحمون } { وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين } يعني أعرضوا عنها { وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله } أي أعطاكم من نعمة { قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه } قالوا ذلك استهزاء وشكَّاً في قدرة الله تعالى { إن أنتم إلا في ضلال مبين } في اتباع محمد ، وقيل : هو من قول الله تعالى لهؤلاء الكفار الذين قالوا : { أنطعم من لو يشاء الله أطعمه } ، وقيل : هو من قول أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { ويقولون متى هذا الوعد } أي القيامة { إن كنتم صادقين } في أنَّا نبعث { ما ينظرون إلا صيحة واحدة } ، وقيل : الصيحة الأولى عند قيام الساعة تأتيهم بغتة { تأخذهم وهم يخصمون } يعني تأتيهم فجأة وهم في أحوال الدنيا يخاصم بعضهم بعضاً ، واختلفوا في هذه الصيحة قيل : صيحة الموت ونفخة إسرافيل عند قيام الساعة { فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون } لو أرادوا الرجوع إلى أهلهم لم يمكنهم { ونفخ في الصور } ، قالوا : النافخ اسرافيل { فإذا هم من الأجداث } القبور { إلى ربهم ينسلون } أي يخرجون سراعاً ، ونفخة الصور هي نفخة البعث وبين النفختين أربعون سنة ، لما رأى القوم أهوال القيامة { قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا } لأنه رفع عنهم العذاب بين النفختين فيرقدون ، وقيل : وصفوا القبور بالمرقد لأنهم استقروا فيها ، وقيل : عاينوا لأنهم عاينوا عذاب جهنم وأهوال القيامة ومتى قيل : هلا قلتم أنه يدل على عذاب القبر ؟ قلنا : عذاب القبر لا يدوم بل ينقطع { هذا ما وعد الرحمان } من البعث { وصدق المرسلون } في ذلك قيل : هذا من قول المؤمنين جواباً للكفار لما قالوا : { من بعثنا من مرقدنا } ، وقيل : بل هو قول الملائكة جواباً لهم ، وقال أبو علي : هذا من قول الكفار أقروا ظنَّاً منهم أنه ينفعهم .