Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 11-32)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فاستفتهم } أي استخبرهم { أهم أشد خلقاً } ، قيل : أراد كفار مكة ، وقيل : نزلت في أيام الأسد بن كلدة ، قيل : هذا سؤال تقرير ، وقيل : سؤال توبيخ { أمّن خلقنا } يريد ما ذكر من خلائقه من الملائكة والسماوات والأرض والمشارق والكواكب والشهب الثاقب والشياطين ، وقيل : أراد الأمم الماضية ، وقيل : أهلكناهم بذنوبهم { إنَّا خلقناهم من طين لازب } أي لازم يعني آدم ( عليه السلام ) { بل عجبت } من قدرة الله على هذه الخلائق العظيمة وهم يسخرون منك ومن تعجبك ، أو من إنكارهم البعث وهم يسخرون من أمر البعث { وإذا ذكروا لا يذكرون } إذا وعظوا لا يتعظون { وإذا رأوا آية } من آيات الله كانشقاق القمر وغيره { يستسخرون } يبالغون في السخريَّة { وقالوا إن هذا } القرآن وسائر ما يذكره الرسول { إلا سحر مبين } { أئذا متنا وكنا تراباً وعظاماً أئنا لمبعوثون } { أو آباؤنا الأولون } أي كيف يبعث آباؤنا بعد أن صاروا تراباً { قل نعم وأنتم داخرون } صاغرون ، والمعنى تبعثون وأنتم داخرون صاغرون { فإنما هي } جواب شرط مقدر تقديره إذا كان ذلك فما هي إلا { زجرة واحدة } وهي النفخة الثانية ، والزجرة الصيحة من قولك زجر الراعي الابل والغنم إذا صاح عليها { فإذا هم ينظرون } إحياء ، وقيل : ينظرون إلى ما نزل بهم ، وقيل : ينظر بعضهم إلى بعض : { وقالوا يا ويلنا } يدعون بالويل لما عاينوا من العذاب { هذا يوم الدين } يوم الجزاء والحساب ، هذا من كلام الكفرة بعضهم لبعض إلى قوله : { احشروا الذين } أو يكون من كلام الملائكة بعضهم لبعض { هذا يوم الفصل } أي يوم يفصل الله بين عباده { الذي كنتم به تكذبون } يعني يكذبون الرسل { احشروا الذين ظلموا } الناس أو ظلموا الرسل بالتكذيب { وأزواجهم } أشباههم ، وقيل : أتباعهم ، وقيل : أزواجهم المشركات { وما كانوا يعبدون } { من دون الله } في الدنيا مثل الأصنام ، وقيل : الشياطين الذين أطاعوهم { فاهدوهم } ، قيل : ادعوهم ، وقيل : دلوهم { إلى صراط الجحيم } ، قيل : طريق النار { وقفوهم إنهم مسؤولون } ، قيل : هذه مساءلة توبيخ ، وقيل : عن قول لا إلا إلاَّ الله ، وقيل : عن خطاياهم ، وقيل : عن جميع أحوالهم وأفعالهم { ما لكم لا تناصرون } يقال لهم توبيخا : ما لكم لا ينصر بعضكم بعضاً في دفع العذاب ؟ { بل هم اليوم مستسلمون } ، قيل : خاضعين عن ابن عباس ، وقيل : منقادين { وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون } ، قيل : الاتباع والمتبوعون ، وقيل : الانس على الجن { إنكم كنتم تأتوننا } أي من جهة النصيحة ، وقيل : انتم صدتمونا { عن اليمين } أي أصحاب الجنة ، وقيل : عن طريق الجنة { قالوا } الرؤساء مجيبين { بل لم تكونوا مؤمنين } { وما كان لنا عليكم من سلطان } أي قوة تكرهكم على الكفر { بل كنتم قوماً طاغين } أي جاوزتم الحد في العصيان { فحقّ علينا قول ربنا } أي وجب علينا { إنا لذائقون } { فأغويناكم إنا كنا غاوين } فأردنا إغواءكم لتكونوا مثلنا .