Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 33-53)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فإنهم } فإن الاتباع والمتبوعين جميعاً { يومئذ } يوم القيامة { في العذاب مشتركون } كما كانوا مشتركين في الغواية { إنا كذلك نفعل بالمجرمين } أي كذلك نجزي ونعذب { إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلاَّ الله يستكبرون } أي يتكبرون عن قول الحق { ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون } يعني محمداً ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { بل جاء بالحق } رد على المشركين { وصدق المرسلين } في الدعاء إلى التوحيد ، وقيل : نبوتهم { إنكم } أيها الكافرون { لذائقوا العذاب الأليم } الوجيع { وما تجزون إلاَّ ما كنتم تعملون } من المعاصي في الدنيا { إلا عباد الله المخلصين } الذين أخلصوا العبادة لله تعالى فاصطفاهم { أولئك لهم رزق معلوم } منعوت من طيب طعم ورائحة ولذة وحسن منظر ، وقيل : معلوم الوقت كقوله : { ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا } [ مريم : 62 ] ، وعن قتادة : الرزق المعلوم الجنة { وهم مكرمون } معظمون { في جنات النعيم } { على سرر متقابلين } أي يقابل بعضهم بعضاً { يطاف عليهم بكأس } إناء فيه شراب ، وعن الأخفش : كل كأس في القرآن فهي الخمر وكذا في تفسير ابن عباس { من معين } وهو الجاري على وجه الأرض الظاهر للعيون { بيضاء } صافية في نهاية النظافة { لذة للشاربين } { لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون } ، قيل : لا تغتال العقول فتذهب بها ، والغول ما غاله يغوله إذا أهلكه وأفسده ، ومنه الغول التي في تكاذيب العرب ، وفي أمثالهم : الغضب غول الحليم { ولا هم عنها ينزفون } أي لا ينزف عقولهم بالسكر من نزف الشارب إذا ذهب عقله ، ويقال للسكران : نزيف ومنزوف ، والمعنى لا فيها فساد قط من أنواع الفساد التي في شرب الخمر من مرض أو صداع أو خمار أو تأثيم أو غير ذلك ولا هم يسكرون { وعندهم قاصرات الطرف } قصرت أبصارهن على أزواجهن ، والعين النّجل العيون { كأنهن بيض مكنون } أي مصون شبههم ببيض النعام المكنونة في الاداح ، وقيل : شبّه لونهن بالبيض في البياض { فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون } يعني أهل الجنة يسأل بعضهم بعض عما جرى لهم وعليهم : { قال قائل منهم إني كان لي قرين } أي صاحب في الدنيا ، قيل : كان شيطاناً ، وقيل : كان من الإِنس ، ثم اختلفوا قيل : كانا أخوين ، وقيل : شريكين ، وقد تقدم خبرهما في سورة الكهف في قوله : { واضرب لهم مثلاً رجلين } [ الكهف : 32 ] الآية وكان أحدهما مؤمن يسمى ياهودا والآخر كافر اسمه فرطوس ، وقيل : هذا في كل قرين شر يصاحب مسلماً يقول القرين : { أئنك لمن المصدقين } بالبعث { أئذا متنا وكنَّا تراباً } في الأرض { وعظاماً } بالية { أئنا لمدينون } لمجزيّون من الدين وهو الجزاء .