Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 98-113)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فأرادوا به كيداً فجعلناهم الأسفلين } حيلةً وتدبيراً ، فنجاه الله منه ومنع النار من الإِحراق { وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين } إلى حيث أمره بالمهاجرة منكم إليه إلى أرض الشام ، وقيل : إلى الأرض المقدسة ، وقيل : أول من هاجر إبراهيم { رب هب لي من الصالحين } أي أعطني ولداً صالحاً من جملة الصالحين { فبشرناه بغلام حليم } أي يكون حليماً { فلما بلغ معه السعي } أي اتخذ الذي يقدر معه على السعي ، وقيل : السعي في طاعة الله ، وقيل : بلغ مبالغ الرجال ، وقيل : كان ثلاث عشرة سنة { قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك } اختلفوا في الذبيح قيل : هو اسحاق ويدل عليه كتاب يعقوب إلى يوسف بن يعقوب اسرائيل الله ابن اسحاق ذبيح الله ابن ابراهيم خليل الله ، وقيل : هو اسماعيل عن ابن عباس ، قال القاضي : وهو الصحيح لأنه قال بعد قصة الذبح وبشرناه بإسحاق ، وقد دل عليه قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " أنا ابن الذبيحين " قيل : رأى ليلة التروية كأن قائلاً يقول له : إن الله يأمرك بذبح ولدك هذا ، فلما أصبح تروّى في ذلك من الصباح إلى الرواح أمن الله هذا الحلم أم من الشيطان ؟ فسمي يوم التّروية فلما أمسى رأى مثل ذلك ، فعرف أنه من الله ، ثم سمي يوم عرفة ، ثم رأى مثل ذلك في الليلة الثالثة فسمي يوم النحر وروي أن الملائكة حين بشرته قال : هو إذن ذبيح الله ، فلما ولد وبلغ معه حدّ السعي قيل له : أوف بنذرك ، وقوله : { فانظر ماذا ترى } من الرأي على وجه المشاورة { قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين } ، وقيل : إنه رأى قائلاً يقول له : اذبح ابنك ، ورؤيا الأنبياء وحيٌ كاليقظة { فلما أسلما } أخلص نفسه وجعلها خالصة لله سالمة ، وعن قتادة : أسلم هذا ابنه وهذا نفسه ، وقيل : أسلما انقادا وخضعا لأمر الله { وتلّه للجبين } صرعه على شقه فوقع أحد جنبيه على الأرض ، وروي أن ذلك المكان عند الصخرة التي بمنى ، وعن الحسن : في الموضع المشرف على مسجد منى ، وعن الضحاك : في المنحر الذي ينحر فيه اليوم { وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا } أي فعلت ما أمرت به { إنا كذلك نجزي المحسنين } { إن هذا لهو البلاء المبين } أي الاختبار العظيم الذي تميز فيه المخلصون من غيرهم ، والمحنة البينة الصعوبة التي لا محنة أصعب منها { وفديناه بذبح عظيم } اسم لما ذبح ، وفي رواية عن ابن عباس : هو الكبش الذي قرّبه هابيل وقبل به وكان يرعى في الجنة حتى فدى به إسماعيل ، وعن ابن عباس : لو تمت تلك الذبيحة لصارت سنة وذبح الناس أبناءهم ، وروي أنه هرب من ابراهيم عند الجمرة فرماه بسبع حصيات حتى أخذه فبقيت سنة في الرمي ، وروي أنه رمى الشيطان حين تعرض له بالوسوسة عند ذبح ولده ، وروي أنه لما ذبح قال جبريل ( عليه السلام ) : الله أكبر الله أكبر ، فقال الذبيح : لا إله إلا الله والله أكبر ، فقال ابراهيم : والله أكبر ولله الحمد ، فبقي سنة ، وحكي في قصة الذبيح أنه حين أراد ذبحه قال : يا بني خذ الحبل والمدية وانطلق بنا إلى الشعب نحطب ، وروي أنه قال : أشدد رباطي لا أضطرب ، واكفف عني ثيابك لا ينتضح عليها من دمي شيء فينتقص من أجري فتراه أمي فتحزن ، وأشحذ شفرتك وأسرع إمرارها على حلقي فإن الموت شديد ، ثم أقبل عليه يقبله ، وقد ربطه وهما يبكيان ، ووضع السكين على حلقه فلم تعمل ، لأن الله ضرب صفيحة من نحاس على حلقه ، فقال له : كبني على وجهي لئلا ترحمني ، فوضع السكين على قفاه فانقلبت السكين ونودي : يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا ، فنظر فإذا جبريل معه كبش أقرن أملح فكبر جبريل والكبش وابراهيم وابنه وأتى المنحر من منى فذبحه { وبشّرناه بإسحاق نبياً } ، قيل : هو من بشارة الولد ، وقيل : بنبوته { وباركنا عليه وعلى إسحاق } أي أنعمنا عليهما { ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه } بالمعاصي { مبين } أي بيَّن .