Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 38, Ayat: 7-19)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة } في ملة عيسى التي هي آخر الملل { إن هذا إلا اختلاق } افتعال وكذب { أءُنزل عليه الذكر من بيننا } يعني القرآن { بل هم في شك من ذكري } فيما أنزل على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { بل لما يذوقوا عذاب } ولو ذاقوه لما قالوا هذا القول { أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب } كثير الهبات والعطايا { أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما } حتى يتكلموا في الأمور الربانية والتدابير الإِلهيَّة التي يختص بها رب العزة { فليرتقوا في الأسباب } تهكم بهم يعني إذا لهم ذلك فليصعدوا في المعارج والطرق التي يتوصل بها الى العرش حتى يستووا عليه ويدبروا أمر العالم { جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب } يعني ما هم إلا جند من الكفار المتحربين على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { كذّبت قبلهم } أي قبل هؤلاء الكفار { قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد } كذبوا موسى وهارون ، وسمي الأوتاد ، قيل : كان يشج المعذب من أربع سوار كل طرف من أطرافه إلى سارية مضروب فيه ، وتد من حديد ويتركه حتى يموت ، وقيل : كان يمده بين أربعة أوتاد في الأرض ويرسل عليه العقارب والحيات ، وقيل : كان له أوتاد وحبالٌ يلعب بها بين يديه ، وقال جار الله : أصله من ثبات الثبت المطنب بأوتاد الثبات العزة والملك والاستقامة كما يقال في ظل ملك ثابت الأوتاد { وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة } وهم قوم شعيب ، وقد تقدم الكلام فيهم { أولئك الأحزاب } أي هم القوم الذين وجد منهم التكذيب { إن كل إلاّ كذب الرسل } أي ما منهم أحد إلا كذب { فحق عقاب } أي وجب عليهم { وما ينظر هؤلاء إلا صيحة } ، قيل : النفخة الأولى في الصور في حديث مرفوع ، وقيل : صيحة عذاب { مالها من فواق } أي من إقامة بالرجوع إلى الدنيا { وقالوا ربنا عجّل لنا قطّنا } أي نصيبنا من العذاب الذي وعدته كقوله : { ويستعجلونك بالعذاب } [ الحج : 47 ] ، وقيل : ذكر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعد الله المؤمنين الجنة فقالوا : على سبيل الهزء ، وعجل لنا نصيباً منها ، أو عجل لنا صحيفة أعمالنا ننظر فيها { قبل يوم الحساب } أي قبل يوم القيامة ، قيل : لما قال : عجل لنا نصيبنا استهزاء نزل قوله : { اصبر على ما يقولون } يعني هؤلاء الكفار من التكذيب { واذكر عبدنا داوود } يعني اذكر أخاك داوود وكرامته على الله { ذا الأيد } ، قيل : ذا القوة على الأعداء وقهرهم أو ذا القوة في العباد { إنه أوَّاب } يعني مع سلطانه أنه كان أوَّاباً ، قيل : مطيعاً ، وقيل : راجعاً إلى الله بالتوبة { إنا سخرنا الجبال معه يسبحن } لله وكان إذا سبح داوود يسبحن الطيور والجبال ، وقيل : كانت تسير معه إذا سار { بالعشي والإِشراق } بالصباح والرواح { والطير محشورة } مجموعة ملتفة من كل ناحية ويحتمل أن الله ألهمها ذلك ، ويحتمل أن الملائكة حشرت الطيور عنده { كلٌ له أوَّاب } مطيع .