Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 49-55)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فإذا مسّ الانسان ضر دعانا ثم إذا خوّلناه } أعطيناه { نعمة منا قال إنما أوتيته على علم } برضاه عني فلذلك أعطاني ما أولاني من النعم ، وقيل : على علم من الله بأني له أهلٌ { بل هي فتنة } أي امتحان من حيث يوجب الشكر ، وقيل : هذه الكلمة التي قالها ، وقيل : للنعم فتنة أي عذابٌ لهم إذا أضافوها إلى أنفسهم { ولكنّ أكثرهم لا يعلمون } مواضع النعمة وما يجب فيه من الشكر ، وقيل : لا يعقلون عواقب أمرهم { قد قالها الذين من قبلهم } يعني هذه الكلمة ، الذين من قبلهم يعني الكفار ، وقيل : أراد قارون { فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون } يعني لم يغني عنهم اكتسابهم شيئاً من العذاب { فأصابهم سيئات ما كسبوا } يعني جزاء ذلك { والذين ظلموا من هؤلاء } الذين كانوا في عصر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { وما هم بمعجزين } الله ، يعني لا يعجزون الله بالخروج عن قدرته ، وقيل : لا يفوتون الله { أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء } أي يوسع على من يشاء من عباده { ويقدر } أي يضيق بحسب المصلحة { إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون } { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا } الآية نزلت في أهل مكة لما قالوا : يزعم محمد أن من عبد الأوثان وقتل النفس التي حرم الله لم يغفر الله له فكيف ولم يهاجروا وقد عبدنا الأوثان وقتلنا النفس التي حرم الله فنزلت ، وقيل : نزلت في وحشي قاتل حمزة ( رضي الله عنه ) ، " وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " ما أحب أن لي في الدنيا وما فيها بهذه الآية " ، فقال رجل : يا رسول الله ومن أشرك ؟ فسكت ساعة ثم قال : " ألا ومن أشرك ثلاث مرات " ، وقيل : في قراءة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وفاطمة ( رضي الله عنها ) اغفر الذنوب جميعاً ولا أبالي { انه هو الغفور الرحيم } ، وفي قراءة ابن عباس وابن مسعود : يغفر الذنوب جميعاً ، لمن يشاء من تاب لأن مشيئة الله تابعة لحكمته وعدله ، ومعنى اسرفوا جاوزوا الحد في العصيان { لا تقنطوا من رحمة الله } أي لا تيأسوا من رحمته { إن الله يغفر الذنوب جميعاً } بشرط التوبة { إنه هو الغفور الرحيم } { وأنيبوا إلى ربكم } أي ارجعوا إليه بالطاعة { وأسلموا له } وأخلصوا له العمل وانقادوا في جميع ما آتاكم { من قبل أن يأتيكم العذاب } ، قيل : عذاب الاستئصال ، وقيل : في وقت النزع { ثم لا تنصرون } أي لا ينصركم { واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم } مثل قوله : { الذين يتبعون القول فيتبعون أحسنه } ، وقيل : اتبعوا القرآن فإنه أحسن شيء أنزل ، وقيل : الأحسن الناسخ دون المنسوخ ، وقيل : الأحسن أن يفعل ما أمر الله به وينهى عمَّا نهى الله عنه { من قبل أن يأتيكم العذاب } ، قيل : وقت النزع { بغتة وأنتم لا تشعرون } أي يفاجئكم وأنتم غافلون .