Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 13-19)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ هو الذي يريكم آياته } من الريح والسحاب والرعد والبرق والصواعق ونحوها { وينزل لكم من السماء رزقاً } يعني المطر { وما يتذكر إلا من ينيب } وما يتيقظ ويتذكر بآيات الله إلا من ينيب من يتوب من الشرك ويرجع إلى الله من المعاصي بالتوبة { فادعوا الله مخلصين له الدين } أي الطاعة والعبادة { ولو كره الكافرون } { رفيع الدرجات } ، كقوله : { ذي المعارج } [ المعارج : 3 ] وهي مصاعد الملائكة إلى أن تبلغ العرش ، وعن ابن جبير سماء فوق سماء والعرش من فوقهن ، وقيل : هي درجات ثوابه التي ينزلها أولياءه في الجنة { ذو العرش } أي خالقه ومالكه ، وقيل : العرش الملك أي ذو الملك { يلقي الروح } أي ينزل الوحي ، وقيل : يرسل جبريل ، وقيل : ينزل القرآن ، وقيل : هو كل كتاب أنزله الله { بأمره على من يشاء من عباده } ممن يعلم أنه يصلح أن ينذر أي يخوف { يوم التلاق } أي يوم القيامة ، وسمي بذلك لأنه يلتقي فيه الأولون والآخرون ، وقيل : يلتقي أهل السماء وأهل الأرض ويلقى المرء مع عمله ، وقيل : يلتقي الظالم والمظلوم ، وقيل : العابد والمعبود ، وقيل : يلتقي كل واحد مع قرينه { يوم هم بارزون } من القبور فلا يستترون بشيء { لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم } يعني يوم القيامة { لله الواحد القهار } حكاية لمن سأل عنه في ذلك اليوم ، ومعناه أنه ينادي منادي فيقول : { لمن الملك } ؟ فيجيبه أهل الحشر : لله الواحد القهار ، وقيل : يجمع الله الخلائق يوم القيامة في صعيد واحد بأرض بيضاء كأنها سبيكة فضة لم يعص الله فيها قط فأول ما يتكلم به ينادي منادي { لمن الملك اليوم لله الواحد القهار } { اليوم تجزى كل نفسٍ } الآية وهذا يقتضي أن يكون المنادي هو المجيب ، لما قرر أن الملك لله وحده في ذلك اليوم عدّد نتائج ذلك اليوم ، وهو أن كل نفس تجزى { بما كسبت } والظلم مأمون لأن الله ليس بظلاّم للعبيد { إن الله سريع الحساب } إن الحساب لا يبطئ لأن الله لا يشغله حساب عن حساب ، فيحاسب الخلق كله في وقت واحد وهو أسرع الحاسبين ، وعن ابن عباس : إذا أخذ في حسابهم لم يقل لأهل الجنة إلا فيها ولم يقل لأهل النار إلا فيها { وأنذرهم يوم الأزفة } ، قيل : هو يوم القيامة لأن كل آت قريب وهو الذي يعرب القلوب ويبلغ الأرواح إلى الصدور والحناجر ، يعني من الخوف زالت عن صدورهم فتعلقت بحلوقهم فلا هي تعود إلى مكنتها ولا تخرج فيموتون { كاظمين } لها أي للقلوب والنفوس { ما للظالمين } يومئذ { من حميم } قريب وصديق { ولا شفيع يطاع } أي يخاف فيطاع محار { يعلم خائنة الأعين } ، قيل : فيه تقديم وتأخير أي يعلم الأعين الخائنة ، وقيل : هو مسارقة النظر إلى المرأة عن ابن عباس ، وقيل : نظر العين إلى ما نهى الله عنه { وما تخفي الصدور } أي يعلم سرائر الصدور .