Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 20-27)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ والله يقضي بالحق } أي يحكم بين عباده بالحق { والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء } يعني الأصنام لأنها جماد { إن الله هو السميع البصير } { أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم } من كفار الأمم { كانوا هم أشد منهم قوة } في أنفسهم { وآثاراً في الأرض } وهو ما بقي من أبنيتهم العجيبة ، وقيل : أثاراً في الأرض أي ذهاباً بالطلب في الدنيا فلم ينفعهم ذلك حتى أخذوا { فأخذهم الله بذنوبهم } أي أهلكهم بذنوبهم { وما كان لهم من الله من واق } أي من عذابه من واق يقيهم ويدفع العذاب عنهم { ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات } بالحجج والمعجزات { فكفروا فأخذهم الله } أي أهلكهم عقوبة على كفرهم { إنه قوي } أي قادر على الانتقام منهم { شديد العقاب } { ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين } ، قيل : الآيات والسلطان شيء واحد وذكرها تأكيداً وذكرها حجج التوحيد والعدل ، والسلطان المعجزات التي بها ظهرت نبوته وقهر فرعون وقومه { إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذَّاب } فيما يدعي ويدعو إليه { فلمَّا جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم } ، قيل : أمر فرعون بقتل الأبناء مرتين : مرة قبل بعثه موسى خوفاً على ملكه حين أنذر ، ومرة بعد البعثة لئلا يتقوى بهم وليتفرقوا عنه ، وقيل : عقوبة لهم ، قال قتادة : كان فرعون أمسك عن قتل الولدان فلما بعث موسى أعاد القتل وأما استحياء النساء قيل : للمهنة ، وقيل : لما قتلوا الأبناء واستحيوا النساء ليصدوهم بذلك { وما كيدالكافرين } أي مكرهم { إلا في ضلال } ، قيل : في هلاك ، وقيل : في ذهاب عن الصواب ، ولما أحس فرعون بزوال ملكه على يديه همّ بقتله فقال لملائه ما حكى الله { وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه } الذي زعم ، الذي أرسله لينصره علي ويمنعه مني ، وهذا جهلٌ عظيم منه ، وقيل : قاله عناداً حفاظاً على مملكته { إني أخاف أن يبدّل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد } يعني يغير دينكم الذي أنتم عليه من عبادة فرعون والأصنام وظهور الفساد قيل : أراد بظهور دينه وبعمل عبادة الله ، وقيل : يظهر الحرب بين الفريقين فيحارب موسى بمن آمن معه فيخرب البلاد ، وقيل : أراد بالأرض أرض مصر ، فلما بلغ ذلك موسى قال : { إني عذت } أي اعتصمت { بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب } لأن الإِيمان بيوم الحساب يمنع القبيح .