Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 6-12)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وكذلك حقت } وجبت { كلمة ربك على الذين كفروا } قريش { أنهم أصحاب النار } يعني كما وجب إهلاكهم في الدنيا بالعذاب المستأصل كذلك وجب إهلاكهم بعذاب النار في الآخرة { الذين يحملون العرش ومن حوله } من الملائكة ، قيل : هم صنفان : صنف هم حملة العرش ، وصنف يطوفون ، قال جار الله : حملة العرش أرجلهم في الأرض السفلى ورؤوسهم قد خرقت العرش وهم خشوع لا يرفعون طرفهم ، وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " لا تفكروا في عظم ربكم ولكن تفكروا فيما خلق الله من الملائكة ، فإن خلقا من الملائكة يقال له اسرافيل زواية من زوايا العرش على كاهله قدماه في الأرض السفلى وقد مرق رأسه من السماء السابعة ، وإنه ليتضاءل من عظمة الله حتى يصير كأنه الوصع " وفي الحديث : " أن الله تعالى أمر جميع الملائكة أن يغدوا ويروحوا بالسلام على حملة العرش تفضيلاً لهم على سائر الملائكة " وقيل : خلق الله العرش من جوهرة خضراء وبين القائمتين من قوائمه خفقان الطير المسرع ثمانين ألف عام ، وقيل : حول العرش سبعون ألف صف من الملائكة يطوفون مهللين ومكبرين ومن ورائهم سبعون ألف صف قيام قد وضعوا أيديهم على عواتقهم رافعين بالتهليل والتكبير ، ومن ورائهم مائة ألف صف وقد وضعوا الايمان على الشمائل ما بينهم أحد إلا وهو يسبح بما لا يسبح به الآخر { ويستغفرون للذين آمنوا } أي يستغفروا لهم بطلب المغفرة لهم من الله { ربنا } أي يقولون ربنا { وسعت كل شيء رحمة وعلماً } أي وسعت رحمتك كل شيء وعلمك { فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك } أي دينك { وقهم عذاب الجحيم } أي النار { ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم } أي اجعل معهم الصالحين من آبائهم { وأزواجهم وذرّياتهم إنك أنت العزيز الحكيم } { وقهم السيئات } ، قيل : اصرف عنهم جزاء السيئات ، وقيل : قهم أنواع العقاب ، وقيل : قهم أنواع المعاصي بالألطاف { ومن تق السيئات } بلطفك { يومئذ } يعني يوم القيامة { فقد رحمته } وأنعمت عليه { وذلك هو الفوز العظيم } { إن الذين كفروا ينادون لمقت الله } ، قيل : مقتوا أنفسهم حين عاينوا العذاب فقيل لهم : { مقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم } ، وقيل : مقت الله إياكم وأنتم في الدنيا أكبر { إذ تدعون إلى الإِيمان فتكفرون } أكبر من مقتكم ، والمقت أشد البغض { قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين } أي موتتين وحياتين ، وأرادوا بالاماتتين خلقهم أمواتاً أوَّلاً وأماتهم عند انقضاء أجلهم ، وبالإِحياء بين الحياة الأولى وحياة البعث ، قال جار الله : وناهيك تفسيراً لذلك قوله تعالى : { وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم } [ البقرة : 28 ] عن ابن عباس ، وذكر الحاكم : أن الموتة الأولى في الدنيا بعد الحياة والثانية في القبر قبل البعث ، والحياة الأولى في القبر والثانية في الحشر عن الحسن السدي ، وقيل : الحياة الأولى في الدنيا والثانية في القبر ، والآية تدل على صحة عذاب القبر واسم الموت على النطفة مجاز فحمل الكلام على حقيقته أولى ، ثم بيَّن تعالى علة الخلود فقال سبحانه : { ذلكم بانه إذا دعي الله وحده كفرتم } وانكرتم أن يكون وحده إلهاً وقلتم : أجعل الآلهة إلهاً واحداً { وإن يشرك به تؤمنوا } أي تصدقوا { فالحكم لله } في إدامة العذاب ومنع الرجوع { العلي } القادر على ما يشاء { الكبير } العظيم الشأن .