Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 42, Ayat: 14-18)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وما تفرقوا } في الدين ، قيل : أهل الأديان المختلفة ، وقيل : أراد أهل الكتاب { إلا من بعدما جاءهم العلم } بعثة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وصفته فعلموا وعاندوا ، والمراد به العلماء ، ويجوز على مثلهم العناد { بغياً } أي طلباً للدنيا واتباع الهوى والحسد والعداوة { ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى } أي لولا وعد الله وإخباره بتبقيتهم إلى وقت معلوم وتأخير العذاب عنهم ، وقيل : لولا وعد الله بتأخيرهم إلى يوم القيامة وهو الأجل المسمى { لقضي بينهم } بهلاك المبطل وإثابة المحق { وان الذين أورثوا الكتاب من بعدهم } يعني اليهود والنصارى الذين أورثهم الله الكتب من الأنبياء من بعدهم من بعد الأمم الخالية ، وقيل : بعد اليهود وهم مشركو مكة والعرب أورثوا القرآن من بعد الكتب الماضية { لفي شك منه مريب } يعني كفرهم بجهالتهم ، وقيل : هم في شك من نبوتك ، وقيل : من الكتاب الذي أورثوه { فلذلك فادع } أي لأجل الشك والذي هم فيه فادعهم إلى الحق ، وقيل : اللام بمعنى الذي أي الذي شرعه الله ورضي به { فادع واستقم } بما أتاك من النبوة والكتاب ، وقيل : استقم في الرسالة وأبلغها { كما أمرت } { ولا تتبع أهواءهم } يعني أهواء المشركين بل اتبع الوحي { وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب } منزل { وأمرت لأعدل بينكم } في الدين والدنيا والدعاء ولا أحابي أحداً فيكون القريب والبعيد سواء ، وقيل : { لأعدل بينكم } في جميع الأشياء { الله ربنا وربكم } أي خالق الجميع والمنعم عليهم { لنا أعمالنا ولكم أعمالكم } أي جزاء أعمالنا لنا وجزاء أعمالكم لكم { لا حجة بيننا وبينكم } ، قيل : لا خصومة قد ظهر الحق فسقط الجدال بالحجة لنا عليكم { الله يجمع بيننا وإليه المصير } يعني يجمع بيننا يوم القيامة والمرجع إليه { والذين يحاجون في الله } أي يجادلون ويخاصمون في الله قيل : في دينه { من بعد ما استجيب له } من بعدما استجاب له الناس ودخلوا في دينه ليردوهم إلى دين الجاهلية ، وقيل : من بعد ما استجيب دعاؤه لمحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في إظهار المعجزات وقيام الحجة ، وقيل : من بعدما استجاب الله لرسوله ونصره يوم بدر واظهر دين الإِسلام { حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد } { الله الذي أنزل الكتاب } القرآن { والميزان } ، قيل : هو ما أمر به من العدل ، وقيل : أنزل الميزان الذي يوزن به { وما يدريك لعل الساعة قريب } أي لست تدري متى تقوم الساعة فإذا أنت لا تعلم مع الوحي والكتاب فكيف يعلمه غيرك { يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها } يعني من لا يؤمن بها { والذين آمنوا مشفقون منها } أي يخافون قيامها { ويعلمون أنها الحق } أي يعلمون صحتها { ألا إن الذين يمارون في الساعة } ، قيل : يخاصمون فيها { لفي ضلال بعيد } .