Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 42, Ayat: 19-23)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ الله لطيف بعباده } ، قيل : بارئهم ، وقيل : اللطيف الذي يقبل القليل ويعطي الجزيل { يرزق من يشاء وهو القوي } القادر { العزيز } الذي لا يمتنع عليه شيء { من كان يريد حرث الآخرة } يعني من أراد بعمله الدار الآخرة ووجه الله وجاهد وغيره { نزد له في حرثه } في جزائه كقوله : { فله عشر أمثالها } [ الأنعام : 160 ] وإن أراد بالحرث العمل { ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها } أي نزد له بعمله ، أي نعطيه رزقه ما قسم له من الدنيا ، وقيل : من جاهد مع المؤمنين وطلب الغنائم يعطى من الغنائم ولا نصيب له في الثواب ، وقيل : أراد بذلك المنافقين ، وقيل : أراد الجهاد وسائر العبادات { وما له في الآخرة من نصيب } أي لا حظّ له في الآخرة { أم لهم شركاء } ، قيل : لهم آلهة يعني الأصنام ، وقيل : علماء السوء يعني لم يشرعوا ديناً فكيف يخالفون ما شرع الله { ما لم يأذن به الله } يعني لم يأمر الله { ولولا كلمة الفصل } أي لولا وعد القضاء إلى مدة { لقضي بينهم } بعذاب يعاجلهم { وإن الظالمين لهم عذاب أليم } موجع { ترى الظالمين مشفقين } خائفين { مما كسبوا وهو واقع بهم } يعني ما استحقوا من العذاب نازل بهم يوم القيامة لا محالة { والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات } والرياض اسم لمواضع مخصوصة { لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير } { ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات } فإنهم المستحقون له فيسرون به { قل لا أسألكم عليه أجراً } أي على ما أدعوكم إليه { إلاَّ المودة في القربى } ، قال جار الله : أنها لما نزلت قيل : " يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم ؟ قال : " علي وفاطمة وابناهما " ويدل عليه ما روي عن علي ( عليه السلام ) قال : " شكوت إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حسد الناس ، قال : أما ترضى أن تكون رابع أربعة أول من يدخل الجنة أنا وأنت والحسن والحسين ، وأزواجنا عن ايماننا وشمائلنا وذرياتنا خلف أزواجنا " وعن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي ، ومن اصطنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد المطلب ولما يجازه فأنا أجازه عليها غداً إذا لقيني يوم القيامة " ، " وروي أن الأنصار قالوا : فعلنا وفعلنا كأنهم افتخروا فقال عباس أو ابن عباس : لنا الفضل عليكم ، فبلغ ذلك رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فأتاهم في مجالسهم فقال : " يا معاشر الأنصار ألم تكونوا أذلةً فأعزكم الله بي ؟ " قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : " ألم تكونوا ضلالاً فهداكم الله بي ؟ " قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : " أفلا تجيبوني ؟ " قالوا : ما نقول يا رسول الله ؟ قال : " ألا تقولون ألم يخرجك قومك فأويناك ، أولم يكذبوك فصدقناك ، أولم يخذلوك فنصرناك " قال : فما زال يقول حتى جثوا على الركب ، وقالوا : أموالنا وما في أيدينا لله ورسوله " ، فنزلت الآية ، وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " من مات على حب آل محمد مات شهيداً ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مغفوراً له ، ومن مات على حب آل محمد مات تائباً ، ومن مات على حب آل محمد مات مغفوراً له مؤمناً مستكملاً للايمان ، ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ثم منكر ونكير ، ألا ومن مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها ، ألا ومن مات على حب آل محمد فتح الله له في قبره بابان إلى الجنة ، ألا ومن مات على حب آل محمد جعل الله قبره مزاره لملائكة الرحمة ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة ، ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله ، ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافراً ، ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة " ، ذكر الكلام المتقدم في الكشاف ، قال في الحاكم ، قيل : اجتمع المشركون وقالوا : أترون أن محمداً سأل على ما يتعاطاه أجراً فنزلت الآية ، وقيل : لما نزلت : { إلاَّ المودة في القربى } ، قال قوم : يحث على مودة أقاربه من بعده فنزل جبريل فقال : اتهموك { ومن يقترف حسنة } أي يعمل طاعة { نزد له فيها حسناً } ، قيل : يثيبُه ويزد له من فضله { إنه غفور } للذنوب { شكور } لمن أطاعه ، يقبل القليل ويثيب عليه الجزيل .