Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 42, Ayat: 7-13)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وكذلك أوحينا إليك } أي كما أوحينا إلى الرسل أوحينا إليك { قرآناً عربياً } بلغة العرب { لتنذر أم القرى } يعني مكة ، وسميت بذلك لأنها أفضل القرى ، وقيل : لأنها أول بيت وضع ، وأم كل شيء أصله { ومن حولها } أي لتنذر من حول مكة ، قيل : المراد به العرب ، وقيل : أراد به سائر الناس { وتنذر يوم الجمع } وهو يوم القيامة ، وقيل : الإِنذار يوم الجمع إنذار بالفضيحة الذي تظهر { لا ريب فيه } أي لا شك { فريق في الجنة وفريق في السعير } وهو النار ، وفي الجنة الأنبياء والمؤمنون وفي النار الكفار والفاسقون { ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة } ، قيل : لو شاء لجعلهم على دين واحد وهو الاسلام بأن يلجئهم اليه وإنما لم يفعل لأنه مزيل للتكليف وإنما التكليف والثواب والعقاب مع الاختيار ولو فعل ذلك لبطل الفرض ، وقيل : لو شاء لجعل الفريقين فرقة واحدة بأن يجعلهم في الجنة لفعل ولكن اختار لهم أعلى الدرجتين وهو استحقاق الثواب { ولكن يدخل من يشاء في رحمته } وهم المؤمنون { والظالمون ما لهم من ولي } يحفظهم { ولا نصير } يتولى نصرهم { أم اتخذوا من دونه أولياء } هذا استفهام ، والمراد الإِنكار أي لا تتخذوا من دونه أولياء والله هو الولي عن أبي علي { فالله هو الولي } الذي يملك النفع والضر { وهو على كل شيء قدير } { وما اختلفتم فيه من شيء } من أمر الدين والكتاب والرسول فصدق بعضهم وكذب بعضهم والخطاب للأمة ، وقيل للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا وقع بينك وبين الكفار خلاف { فحكمه إلى الله } ، قيل : يضاف الصواب إليه بنص الدلالة ، وقيل : يحكم للمحق بالثواب والمدح وللمبطل بالعقاب والذم ، وقيل : يحكم يوم القيامة ويجازي كل أحد بما يستحقه { ذلكم الله ربي عليه توكّلت } ، قيل : هذا وعيد { وإليه أنيب } أي إلى حكمه المرجع والإِنابة { فاطر السماوات والأرض } أي خالقهما ومبتدئهما { جعل لكم } أي خلق لكم { من أنفسكم أزواجاً } ، قيل : من جنسكم ، وقيل : المراد حواء خلقت من ضلع آدم { ومن الأنعام أزواجاً } ذكراً وأنثى { يذرؤكم فيه } أي يخلقكم فيه ، قيل : في الرحم ، وقيل : في البطن { ليس كمثله شيء } أي ليس مثله شيء فادخل الكاف ، والمثل تأكيداً لنفي السنة على التحقيق والتقدير { وهو السميع } العليم بجميع المسموعات { البصير } { له مقاليد السماوات والأرض } ، قيل : جوانبهما وأحدهما اقليد ، وقيل : مفاتحهما وإنما هو مفتاح الرزق { يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر } أي يوضع على من يشاء { إنه بكل شيء عليم شرع لكم من الدين } ، قيل : فرض ، وقيل : بيَّن { ما وصّى به نوحاً } أي أمر الأنبياء به ، وقيل : شرع لعباده من الدين ما تعبَّد به أنبياؤه ، واختلفوا في المراد بالدين قيل : التوحيد والعدل فإن ذلك لا يختلف ، وقيل : أراد الإِقرار بالله والطاعة له ، والقيام بعبادته وشكره على نعمه ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، ما وصى به نوحاً ( عليه السلام ) { والذي أوحينا إليك } ثم فسره فقال : { أن أقيموا الدين } وإقامته اعتقاده والعمل به { ولا تتفرقوا فيه } ، قيل : لا تتفرقوا في الدين فتعتقد كل طائفة شيئاً فإن الحق واحد { كبر على المشركين ما تدعوهم إليه } أي عظم عليهم ما دعوتموهم اليه من توحيد الله وخلع الأنداد { الله يجتبي } من رسله إليه أي ليس اليهم الاختيار لأن الله { يجتبي } لرسالته { من يشاء } واختارك كما اختار موسى ومن قبله ومن بعده من الأنبياء { ويهدي إليه من ينيب } أي من يرجع إلى ربه في إخلاص دينه .