Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 44, Ayat: 19-36)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وأن لا تعلوا على الله } قيل : لا تكبروا على الله بترك طاعته ، وقيل : لا تعلوا على أولياء الله بالبغي عليهم ، وقيل : لا تكبروا على الله { إني آتيكم بسلطان مبين } بحجة ظاهرة ، قيل : العصا واليد { وإني عذت بربي وربكم } أي اعتصمت بربي وربكم { أن ترجمون } قيل : بالحجارة ، وقيل : بالشتم بالقول ، فقالوا : ساحر كذّاب { وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون } يعني جئتكم برسالة من ربكم فإن لم تصدقوني فاعتزلون خلوا سبيلي ولا تقبلون ولا تستمعون { فدعا ربه } يعني موسى لما أيس منهم فقال : { أن هؤلاء قومٌ مجرمون } مصرون على كفرهم فأوجبت ، وأوحى الله إليه أن { أسر بعبادي ليلاً إنكم متبعون } يتبعكم فرعون وقومه { واترك البحر رهواً } إذا قطعته أنت وأصحابك قيل : ساكناً كما كان ، والرهو الساكن ، وقيل : المفتوح المنكشف ، وقيل : إن قوماً سألوه ألا يترك البحر مفتوحاً لئلا يدخل فرعون فأمره الله أن يتركه كما هو : { إنهم جند مغرقون } { كم تركوا من جناتٍ وعيون } جارية ، يعني فرعون وقومه { وزروع ومقام كريم } قيل : مجلس شريف ، وقيل : مقام الملوك ، وقيل : المنازل الحسنة ، وقيل : المنابر ، وقيل : المقام المزخرف بالزينة { ونعمة } أي عطية وسرور { كانوا فيها فاكهين } لاعمين ناعمين { كذلك } كان الأمر فيهم ، وقيل : كذلك فعلنا بهم ونفعل بأمثالهم { وأورثناها قوماً آخرين } أي أعطيناها بني إسرائيل { فما بكت عليهم السماء والأرض } فيه أقوال : قيل : أهل السماء وأهل الأرض ، قال الحسن وأبو علي : ما بكى عليهم الملائكة والمؤمنون بل كانوا بهلاكهم فرحين ، وقيل : لو كانت السماء والأرض مما يبكيا على أحد لم يبك عليهم ما يبك على المؤمن إذا مات من مصلاه ومصعد عمله ، وفي حديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " ما من مؤمن مات في خير عمله غابت فيها بواكيه إلاَّ بكت عليه السماء والأرض " { ولقد نجّينا } أي خلصنا { بني إسرائيل من العذاب المهين } وهو ما نالهم { من فرعون } من الأعمال الشاقة { إنه كان عالياً } أي متكبراً { من المسرفين } مجاوز للحد { ولقد اخترناهم على علم على العالمين } أي وأنا عالم بحالهم ، وقوله : على العالمين أي على عالمي زمانهم { وآتيناهم من الآيات } من الحجج من فلق البحر والجراد { ما فيه بلاء مبين } نعمة ظاهرة لأن الله تعالى يبلو بالنعمة كما يبلو بالمعصية وهو ما فعل لهم من المن والسلوى والغمام وفلق البحر ، وقيل : الابتلاء بالشدة والرخاء ، وقيل : الآيات المعجزات وفيه نعمة على الأنبياء وعلى قومهم { إن هؤلاء ليقولون } هم المشركون أهل مكة والعرب { إن هي إلاَّ موتتنا الأولى } يعني نموت ثم لا بعث ولا نشور { فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين } .