Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 44, Ayat: 6-18)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ رحمة من ربك } أنزلناه رحمة ، وقيل : أرسلناه رحمة { إنه هو السميع العليم } لما يقوله المحق والمبطل { رب السماوات والأرض وما بينهما } يعني خالقهما ومالكهما { إن كنتم موقنين } إن الله ربكم ومحمد رسول الله { لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين } أي خالق الجميع { بل هم } يعني الكفار { في شك يلعبون } في أحوال الدنيا والقرآن إذا قرئ عليهم { فارتقب } انتظر هؤلاء ومجازاتهم { يوم تأتي السماء بدخان مبين } اختلفوا في الدخان فعن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وبه أخذ الحسن : " أنه دخان يأتي من السماء " ، قيل : يوم القيامة يدخل في اسماع الكفرة ويعتري المؤمن منه كهيئة الزكام وتكون الأرض كلها كتيت أوقد فيه ، وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " أول الآيات الدخان يملأ ما بين المشرق والمغرب يمكث أربعين يوماً وليلة " ، وقيل : أن قريشاً لما استعصت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) دعا عليهم وقال : " اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف " فأصابهم الجهد حتى أكلوا الجيف والعلهن وكان الرجل منهم يرى بين السماء والأرض الدخان ، وكان يحدث الرجل الرجل يسمع كلامه ولا يراه من الدخان ، فمشى إليه أبو سفيان ونفر معه وناشده الله والرحم ، وواعده إن دعا لهم وكشف عنهم أن يؤمنوا فلما كشف عنهم رجعوا إلى الشرك ، بدخان مبين ظاهر حاله لا يشك أحد في أنه دخان ، وقيل : إن هذا الدخان يوم القيامة أو يكون من علامات الساعة لأنه تعالى أخبر أن دخان يأتيهم وهو عذاب وفي سنين القحط ما كان هناك دخان { يغشى الناس } يشملهم ويلبسهم { هذا عذاب أليم } { ربنا اكشف عنا العذاب إنَّا مؤمنون } قيل : ان أبا سفيان تضرّع إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حتى دعا فكشف الله ذلك { أنَّى لهم الذكرى } حين لا تنفعهم التوبة في الآخرة بعد زوال التكليف وأبعد على الدنيا فمعنى لا يتذكرون ولا يتعظون { ثم تولوا عنه } أعرضوا عنه { وقالوا معلّم مجنون } أي يعلمه غيره من أهل الكتاب ووصفوه بالجنون وهو زوال العقل على اعتقاد أن الجن تخالط وتزيل العقل كما يعتقده العوام { إنا كاشفو العذاب قليلاً إنكم عائدون } في العذاب ، وقيل : في الضلال فمن ذهب إلى أن الدخان في القيامة قال عائدون في العذاب ، ومن ذهب إلى أنه في الدنيا مع بقاء التكليف قال عائدون إلى الشرك { يوم نبطش البطشة الكبرى } أي نأخذ الأخذ الأعظم ، قيل : هو يوم القيامة ، وقيل : هو يوم بدر ، قال في الحاكم : والوجه الأول { إنا منتقمون } أي نعذبهم جزاء أعمالهم { ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون } أي عاملناهم معاملة المختبر ، وقيل : عذبناهم ، قيل : قوم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { وجاءهم رسولٌ كريم } يعني موسى ، ومعنى كريم أي شريف { أن أدُّوا إلي عباد الله } أي قال لهم موسى : أدوا إلي عباد الله أي ادفعوا إلي عباد الله وهم بنو إسرائيل { ولا تعذبهم } ، وقيل : أدوا إلي عباد الله ما آمركم به ، أي أسلموا { إني لكم رسولٌ أمين } أي أنصحكم .