Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 47, Ayat: 20-25)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ويقول الذين آمنوا } حرصاً على الجهاد { لولا نزّلت سورة } بالجهاد { محكمة } بالأمر والنهي قال قتادة : كل سورة ذكر فيها الجهاد فهي ملحمة محكمة وهي أشد القرآن على المنافقين { وذكر فيها القتال } أي أمروا به { رأيت } يا محمد { الذين في قلوبهم مرضٌ } أي شك وكفر يعني المنافقين { ينظرون إليك } من الخوف والجبن { نظر المغشي عليه } وهو نظر شزر بتحديق شديد مخافة القتال كنظر المغشي عليه { من الموت } كما ينظر من أصابته الغشية عند الموت { فأولى لهم } وعيد ، يعني فويل لهم ، ومعناه الدعاء عليهم بأن يليهم المكروه { طاعة وقول معروف } كلام مستأنف أي طاعة وقول خير لكم ، وقيل : هي حكاية قولهم أي قالوا : طاعة وقول معروف ، وقيل : طاعة وقول معروف أمثل لهم وأولى بالحق { فإذا عزم الأمر } أي جدّ العزم والعزم الجدّ لأصحاب الأمر { فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم } فيما زعموا من الحرص على الجهاد ، أو فلو صدقوا في إيمانهم وأطاعت قلوبهم فيه ألسنتهم لكان خيراً لهم { فهل عسيتم إن توليتم } الآية نزلت في بني أميَّة وبني هاشم وهو ترك القبول ، يعني أمرتم بالطاعة فأعرضتم عنها ، وقيل : هو من الولاية ، والمعنى هل تقدرون إذا أمرتم بالطاعة وأعرضتم { أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم } يعني هل تقدرون أنكم تتمكنون في الأرض فتفسدوا بالقتل والأسر وتقطعوا أرحامكم لمحاربة أقاربكم من المسلمين فآيسهم الله تعالى مما قدروا ، وقيل : معناه لعلكم إن أعرضتم عن القرآن أن تفسدوا في الأرض وتعودوا إلى ما كنتم عليه في الجاهلية وفي قراءة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) { توليتم } أي تولاكم ولاة غشمة خرجتم معهم ومشيتم تحت لوائهم وفسدتم بإفسادهم ، وقرئ وتقطعوا من التقطيع والتقطع { أولئك } إشارة إلى المذكورين { لعنهم الله } لإِفسادهم تقطعهم أرحامهم { فأصمّهم وأعمى أبصارهم } أي لا يعون ما يسمعون ، ولا ينظرون ما به يعتبرون فهم بمنزلة الأصم والأعمى { أفلا يتدبرون القرآن } ويتفكرون فيه في أوامره ونواهيه { أم على قلوب أقفالها } وأم بمعنى بل ، يعني أن قلوبهم مقفلة لا يوصل إليها ذكر { إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعدما تبيّن لهم الهدى } أي تركوا الإِسلام بعدما تبين لهم طريق الحق ، قيل : أهل الكتاب ، وقيل : هم المنافقون والله أعلم { الشيطان سول لهم وأملى لهم } ، قيل : زين لهم أفعالهم ما وافق هواهم ، وقوله : أملى لهم ، قيل : أوهمهم طول العمر مع الأمن من المكاره ، وأبعد لهم في الأمل والأمنية .