Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 47, Ayat: 26-35)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ذلك } إشارة إلى التسويل من الشيطان ، يعني إنما يمكن الشيطان منهم وقبلوا منه لما في قلوبهم من الكيد والخيانة لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولولا ذلك ما قبلوا { بأنهم } يعني المنافقين والكفار أهل الكتاب ، وقيل : الذين اهتدوا { قالوا للذين كفروا ما نزّل الله } وهم المشركون { سنُطيعكم في بعض الأمر } يعني مخالفة محمد والقعود عن الجهاد { والله يعلم إسرارهم } أي يعلم ما يخفون في ضمائرهم { فكيف إذا توفتهم الملائكة } أي يقبضون أرواحهم عند الموت { يضربون وجوههم وأدبارهم } عقوبة لهم وفضيحة { ذلك } أي ما تقدم ذكره من العذاب بما نالهم { بأنهم اتبعوا ما أسخط الله } من الكفر والفسق { وكرهوا رضوانه } وهو الايمان والطاعة { فاحبط أعمالهم } قيل : أبطل ما عملوا في كيد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والمسلمين وأظهره عليهم ، وقيل : أحبط ثواب أعمالهم التي هي محاسن عقلية نحو فك الأسارى وصلة الرحم وقرى الضيف { أم حسب } ظنّ { الذين في قلوبهم مرضٌ } ونفاق { أن لن يخرج الله أضغانهم } أي أحقادهم وبغضهم للنبي والمؤمنين { ولو نشاء لأريناكهم } لأعلمناكهم { فلعرفتهم بسيماهم } بعلاماتهم ووصفهم ، وروى أنس قال : ما خفي على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعد نزول هذه الآية شيء من المنافقين شكوهم الناس ، فناموا ليلة فأصبحوا وعلى وجه كل واحد منهم هذا منافق { ولتعرفنهم في لحن القول } أي فيما يظهر في مجاري كلامهم ، وقيل : لحن القول في المعاذير الكاذبة { والله يعلم أعمالكم } أي لا ينفعكم كتمانه فإنه تعالى يعلمه ويجازي عليه { ولنبلوّنكم } نعاملكم معاملة المختبر بالأمر والنهي { حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين } ، قيل : يعلم البالي ، وقيل : يعامله معاملة من يطلب العلم ، وقيل : حتى يميز المعلوم يعني المجاهد والمخلص من غيره ، وذكره العلم وأراد المعلوم لأن الاختبار يريد ليعلم المعلوم { ونبلو أخباركم } ، قيل : نبين أخباركم وأعمالكم ، وقيل : نجازيكم عليها { ان الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله } ، قيل : أعرضوا عن دينه والآية نزلت في المطعمين يوم بدر وكانوا عشرة { وشاقوا الرسول } عصوه { من بعدما تبين لهم الهدى } أنصح لهم الحق بالأدلة ، وقيل : هم المنافقون آمنوا ثم كفروا ، وقيل : هم أهل الكتاب ، وقيل : علماء السوء ورؤساء الضلال { لن يضروا الله شيئاً } بكفرهم فإن وبال عنادهم يعود عليهم { وسيحبط أعمالهم } التي قدروها طاعة وليست كذلك { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول } فيما أمركم { ولا تبطلوا أعمالكم } بالمعاصي ، وقيل : بالعجب والرياء ، وقيل : بالكبائر { إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار } أصروا على الكفر { فلن يغفر الله لهم } ثم عاد الكلام إلى الجهاد فقال سبحانه : { فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم } قيل : لا تضعفوا وتملوا لقاء العدو ، وقوله : { وتدعوا إلى السلم } إلى الصلح والمسالمة { وأنتم الأعلون } أي القاهرون والغالبون إشارة إلى أن الغلبة للمؤمن في الدنيا والثواب في الآخرة { والله معكم } أي ناصركم { ولن يتركم أعمالكم } ، قيل : لا ينقصكم أجوركم بل يثيبكم عليها ويزيدكم من فضله .